التغيير العظيم: كيف تغيرت أماكن العمل بعد جائحة كورونا

التغيير العظيم

لا شك بأن جائحة كورونا غيرت ملامح العالم الذي نعرفه إلى الأبد. ومن أكثر النتائج ديمومة أنها غيرت طريقة عملنا بلا عودة أو ما يسمى “التغيير العظيم”. حيث أصبح لدى الموظفين الآن خيار العمل من المنزل أو المكتب أو مزيج من الاثنين معًا.

عاد ما يقرب من 50 بالمائة من الموظفين إلى العمل المكتبي ، بينما يبحث 40 بالمائة عن جدول زمني مرن وعن القدرة على العمل من المنزل بدوام جزئي ، وفقًا لاستطلاع لينكدن “مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. ضم الاستطلاع 1000 موظف في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.[1]

التغيير العظيم وصراع العودة للعمل في المكتب

غيرت فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا منظور الناس وعرفتهم على نمط حياة جديد لم يتذوقوا طعمه من قبل. اصبح يتطلع الموظفون على شئ أكثر إرضاءًا وأكثر ملاءمة لقيمهم وخيارات حياتهم. كما أصبح السعي وراء نمط حياة يوازن بين الحياة العملية والعائلية أساسي.

بعض أوجه التشابه التي بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق العالمية هي أنه لا يوجد إجماع كبير فيما يتعلق بالعودة إلى المكتب. إلا أن الموظفين يواجهون صراع بين العودة إلى المكتب بدوام كامل والرغبة في العمل عن بُعد بدوام كامل. كما هناك أيضًا نسبة ممن يريدون القيام بمزيج من الاثنين.

التغيير العظيم ومفهوم المرونة

المعظم كان معتادًا على الدوام من الساعة الثامنة إلى الساعة خامسة أو السادسة مساءًا، مع وجود نظام صارم يحاسب الموظف على التأخير. ولزوم أخد مغادرات موقعة من المدراء عند وجود ظرف ما. وبينما كان هذا الحال طبيعي جدًا ومألوف في مكان العمل إلا أن هذا المفهوم تغير بشكل جذري بعد الجائحة. إذ أصبح الموظف يبحث عن المرونة كميزة لا غنى عنها بجانب الدخل الشهري والتأمين والمزايا الأخرى المقدمة من الشركة.

يقول روب فالزون ، نائب رئيس Prudential ، “يجب أن يركز القادة على تنمية ثقافات مزدهرة للتنقل الداخلي ، وإعطاء الأولوية للتعلم المستمر وتقديم فوائد قوية لدعم عمالهم”.[2]
المرونة في مكان العمل

على هذا النحو ، تعد المرونة أمرًا حيويًا يجب أخذه في الحسبان لكل من أصحاب العمل والموظفين لتقييم أفضل مسار لهم تجاه الإنتاجية والرضا الوظيفي. قد يواجه القادة والشركات وأصحاب العمل الكثير من التوتر والارتباك في الوقت الحالي حول كيفية التأكد من أن نموذج العمل الجديد هذا يعمل لصالح شركتهم. ومع ذلك ، فهي فرصة ذهبية لإعادة التفكير في نماذج العمل أو ثقافة الشركة وإعادة بناء علاقة مع الموظفين.

التغيير العظيم وتفادي الأجواء السلبية في مكان العمل

خلق العمل عن بعد فرصة للابتعاد عن الزملاء النفسيات أو المدراء. فلم يعد بإمكان الكثير من الموظفين التعامل مع الزملاء وبيئة المكتب بعد الآن. وعلى إثره قدم العديد استقالتهم رفضًا للعودة إلى نفس الأجواء السلبية.

ما يقرب من 30 في المائة من هؤلاء الأشخاص قد تركوا وظائفهم نتيجة لمطالبتهم بالعودة إلى المكتب ، وهو أمر كان من الممكن أن يكون بعيد المنال تمامًا قبل عامين ، قبل تفشي الوباء.[1]

في النهاية ، التغيير العظيم يعطي نظرة إيجابية للجميع وهي فرصة لإعادة تصميم نماذج عملنا وإعادة تشكيلها ، وفي نفس الوقت يعطي مجال أكبر للتحليل من أجل الإنتاجية أيضًا.

المراجع

1] How coronavirus led to the ‘great reshuffle’ of work-life, according to LinkedIn MENA, Nabila Rahal, 2021
2] Explainer: What is the Great Reshuffle and how is it affecting the jobs market?, Charlotte Edmond, 2022