ثلج أبيض… ولكن يحمل لونين معاً

ثلج أبيض

أبيض ونقي وصافي وخفيف تحمله الرياح يميناً ويساراً فينساق معها وكأنها رقصة متناغمة مسرحها السماء. وفي منتصف الليل بدلاً من أن يكون الظلام حالك ينعكس بياض الثلج على السماء ليتبدد ظلام الليل، يشعرك بأن الوقت صباحاً ولكن على الرغم من بياض الثلج إلا أنه يحمل لونين معاً اعتماداً على الرائي ووضعه.

هكذا هي الدنيا…

نفس اللحظة قد تتخلها لقطات سعيدة ولقطات حزينة في نفس الوقت فبينما الكثيرون ينتظرون المنخفض وهم في أوج حماستهم منتظرين أن يحل الصباح بشوق حتى يباشروا الأنشطة الثلجية وهمهم الأساسي اللعب وعيش الأجواء الشتوية. آخرين قلقين ويتمنون أن يمر هذا المنخفض بسلام.

بالنسبة للحامل التي أوشك شهرها على الانتهاء تشعر بالتهديد من الجو وتتمنى أن لا تنتابها أي من عوارض الولادة. أما الأشخاص الذين لا يمتلكون مصادر دفء كافية يختبؤون تحت الألحفة القديمة مرتعشين برداً. وماذا عن اللاجئين السوريين القاطنين في المخيمات والذين يعانون من قسوة البرد وسط نقص مستلزمات التدفئة

والجدير بالذكر…

أن أكثر المواضيع التي تم تناقلها بين الأردنيين في الأيام الماضية كان عن تراكم الثلوج في الأردن، وعن وضع اللاجئين السوريين، و استعداد الجهات الحكومية للتعامل معه، وتأثير الصقيع على المحاصيل بحسب البيانات من شركة ماكانا360[1]

بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد نحو 13.4 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة، منهم 6.7 ملايين نازحون داخليّا، و6.6 ملايين لاجئون في العالم، وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.5 ملايين منهم[2].
مخيم

ومن الإشاعات التي تم تناقلها مؤخراً خبر وفاة طفلة سورية لاجئة في مخيم “الزعتري” شمال شرقي البلاد بسبب البرد القارص. الأمر الذي قام بنفيه المتحدث باسم مديرية الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، في بيان له يؤكد عدم صحة الخبر [3].

ورغم عدم صحة النبأ. إلا أن هذا الأمر لا يعني أن اللاجئين لا يعانون بسبب البرد، حيث تم تناقل فيديو لطفلة ترتعش برداً مرتدية صندل لا يقي من البرد في بلدة أعزاز شمال سوريا مما أذهل المصور أمام عظم المأساة.

في كل مرة

يأتي فيها منخفض جوي ينشر السعداء فيه مقاطع تعكس مدى فرحتهم في الوقت الذي يوجد فيه أشخاص يعيشون في مخيمات تفتقر لسبل الحياة الكريمة. نقوم بشراء أطعمة مميزة لنعيش أجواء شتوية إضافية في الوقت التي تكون أولوية الكثير شراء الحاجات الأساسية حتى يتمكنوا من الصمود خلال المنخفض الجوي. في الوقت الذي ننتظر أن يحل الصباح حتى نبدأ باللعب بالثلج، آخرون ينتظرونه أملاً في إشراق الشمس الدافئة.

ولهذا

يحمل الثلج لونين أحدهم أبيض ظاهر والآخر أسود مبطن، ولا يعني ذلك أن لا نستمتع بالثلج ونشعر بالسوء دوماً. ولكن أن نتحلى بالمسؤولية تجاه المحتاجين ونقوم بدورنا المجتمعي بإعطاء المحتاجين والمستضعفين حسب استطاعتنا. وفي النهاية كل عام وأنتم دائماً بخير عسى الله أن يجعل الثلج خيراً على الجميع.

المراجع
1] موقع The Jordan Times
http://www.jordantimes.com/news/local/many-underprivileged-snow-forecast-brings-no-cheer-fear-biting-cold
2] موقع Al-Jazeera.net
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/1/25/دعت-لحمايتهم-الأمم-المتحدة-النازحون
3] موقع الرأي اليوم
https://www.raialyoum.com/الأمن-الأردني-ينفي-وفاة-طفلة-سورية-بمخ/