عند الزواج: لماذا يحترم الرجل العربي المرأة الأجنبية أكثر من العربية؟

الزواج من الأجنبية

هناك أمثلة كثيرة نجدها في المجتمع تثبت أن الرجل العربي يحترم المرأة الأجنبية أكثر عند الزواج. كما تقل الشروط التي يفرضها على الأجنبية بالمقارنة مع ما يفرضه على المرأة العربية. اليكم ٤ أسباب رئيسية لهذا الأمر.

أولاً: عقدة الأجنبي (الخواجة)

حتى في مكان العمل، يوجد اعتقاد أن الأجنبي على دراية وتفوق أكبر، فتراه يتسلق السلم الوظيفي برشاقة، فهو الخبير الذي يمتلك عنصر الابهار حتى لو لم يمتلك الخبرات والامكانيات اللازمة. وهذا الأمر عاري تمامًا عن الصحة، فلا يوجد علاقة بين العلم والجنسية إنما هو الجهد المبذول من قبل الفرد في سبيل المعرفة. وفي الزواج يعتقد الرجل أنه ظفر بشريكة أفضل فقط لأنها أجنبية ويتفاخر بهذا الأمر بشكل زائد عن اللزوم. وتتغير تصرفاته وطباعه في التعامل مع الأجنبية مقارنة بالشخصية التي يظهرها عند الزواج بعربية. ولكونها أجنبية, فهي تتمتع بالاستقلالية والتفرد الذي تفتقر إليه العربية في مخيلة الرجل العربي. وهي ليست في مخيلته فقط, فتلك واحدة من عوامل النقص التي تمتد على مستوى المجتمعات العربية.

عقدة الخواجة هو مصطلح ظهر ليعبر عن حالة نفسية عامة لشعوب المنطقة العربية. مصطلح مكون من كلمتين الأولى (عقدة) تعني مشكلة نفسية ما – في الصياغ النفسي – و (الخواجة) تعني الشخص الأجنبي من خارج البلاد، خصوصاً خارج المنطقة العربية، ويقصد به غالباً الإنسان الأوروبي أو الأمريكي[1].

ثانيًا: الفكرة المغلوطة عن المرأة الأجنبية

يعتقد الرجل العربي أن المرأة الأجنبية تربى ببيئة شبه خالية من القيود والضوابط. الأمر الذي يجعله يعتقد أنه لا يستطيع فرض ما قد يفرضه من قواعد عند الزواج بعربية. كمثال قد يطلب نفس الرجل الشرقي من امرأة عربية أن ترتدي الحجاب وتترك عملها مثلاً. إلا أنه لن يطلب نفس الطلبات من الأجنبية. في هذا الأمر تناقض شديد فبعيدًا عن قدسية ارتداء الحجاب، يعمل الرجل العربي على تضييق الحياة على العربية وترك مجال أكبر من الحرية للأجنبية. ظنًا بأن المراة الأجنبية تعيش بمقاييس تختلف تمامًا عن مقاييسنا. وهذه الفكرة مغلوطة حيث هناك قيود تفرض في كل مجتمع وليس حصرًا على العرب.

الزواج من المرأة الأجنبية
الزواج من المرأة الأجنبية

ثالثًا: نظرة المرأة الأجنبية لنفسها

تختلف نظرة العربية لنفسها عن الأجنبية خصوصًا فيما يخص التنازلات. من الطبيعي أن يقدم كلا الطرفين المقبلين للزواج التنازلات، ولكن بشكل عام ولسبب ما يتوقع المجتمع من المرأة أن تقدم القدر الأكبر من التنازلات. وهذا أمر غير عادل وغير منطقي لأن سبل السعادة تقل كلما زادت التنازلات. إلا أن المرأة الأجنبية قد لا تضطر إلى تقديم نفس القدر من التنازلات التي تقدمها العربية. كما تعبر بكل صراحة عن الأمور التي تثير استيائها دون إصدار الأحكام عليها من قبل عائلتها وعائلة زوجها المستقبلي. نعم هناك تضحيات وتنازلات تبذل عند الزواج. إلا أن الرجل يحترم شخصية المراة المستقلة والقوية بدلاً من شخصية المراة التي تطاوعه دون تفكير عند كل أمر.

رابعًا: امتيازات الزواج من أجنبية

قد تكون هناك امتيازات مرافقة للزواج من أجنبية اعتمادًا على جنسيتها. فكثير من الأحيان يطمع الرجل العربي باكتساب جنسية أخرى توسع مداركه وآفاقه. بالإضافة إلى أن التكاليف المادية المقرونة بالزواج قد تكون أقل اعتمادًا على العادات والتقاليد. كما أن معظم الرجال العرب تلفتهم المرأة البيضاء الشقراء. لذلك يرى من حوله أنه كسب الكثير من هذا الزواج متناسين المشاكل التي ترافق زواج المصلحة. والجدير بالذكر أنه من الأفضل عند الزواج مراعاة الدين والأخلاق ونسبة التوافق بصرف النظر عن جنسية الشريك.

في الفصل الثالث والعشرون لمقدمة ابن خلدون، يقول أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده وما ذلك إلّا لاعتقاده بأن الكمال فيه.[2]

وبالنهاية بغض النظر عن الجنسية، تستحق المراة نفس القدر من الاحترام من الرجل. وعلى اختلاف البشر تبقى السعادة بين الزوجين مرتبطة بشكل أساسي على المودة والمحبة والاحترام.

المراجع

1] https://ar.wikipedia.org/wiki/عقدة_الخواجة
2] https://al-maktaba.org/book/12320/183