قصص قبل النوم…لماذا هي مهمة؟

الحياة مليئة بالمسؤوليات والأحداث المتلاحقة التي لا تعطي لنا مجالاً للراحة خلال ساعات النهار. لذلك عند نهاية اليوم يتلذذ الآباء باللحظة التي ينام فيها أطفالهم لأن ذلك يعني بأن لحظة راحتهم اقتربت. ولكن وعلى الرغم من توقنا الشديد لنوم أطفالنا بأسرع وقت ممكن، من المهم جداً أن نتحدث مع أطفالنا قبل أن يناموا أو نقرأ عليهم قصص قبل النوم. وتكمن أهمية قصص قبل النوم في خمسة نقاط.

أولاً: طريقة للتواصل العميق مع الطفل

يميل الأطفال إلى التحدث عما يخالجهم من مشاعر ويبدؤون بسرد مجريات يومهم بالتفصيل قبل النوم. خلال النهار، يعزف الكثير من الأطفال عن مشاركة ما يحدث معهم خلال النهار لأهلهم لعدم رغبتهم الآنية بذلك. فهم يودون الانخراط الفوري في اللعب أو مشاهدة التلفاز أو الاستراحة وخصوصًا طلبة المدارس. لذلك تعد فترة قبل النوم فترة ذهبية يميل فيها الأطفال لمشاركة ما لديهم من أفكار ومشاعر ومخاوف بسلاسة، لا يتطلب من الآباء سوى الاستماع والانصات. لذلك قصص قبل النوم تمثل طريقة للتواصل العميق مع الطفل وفي الكثير من الأحيان لن يتسنى لكم إنهاء القصة حتى. وذلك لأن الأطفال يميلون لمقاطعة مجريات القصة بأسئلة كثيرة ولا بأس في ذلك.

وجدت الأبحاث أن تجارب القراءة المشتركة مفيدة للغاية للشباب. تشمل فوائد القراءة تسهيل التعرض للغة المثرية ، وتعزيز تنمية مهارات الاستماع ، التهجئة ، وفهم القراءة والمفردات ، وإنشاء المهارات الأساسية لمحو الأمية. كما يتم تقديرها على أنها فرصة اجتماعية مشتركة بين الآباء وأطفالهم لتعزيز المواقف الإيجابية تجاه القراءة[1].

ثانيًا: طريقة للتقرب من الطفل

يحتاج الطفل إلى كلمات محبة وعناق في نهاية اليوم، فهي وسيلة عظيمة لاشعاره بالأمان والطمأنينة. قصص قبل النوم توفر وقت دافئ لعناق وحضن خلال القراءة. الذكريات المرتبطة بقصص قبل النوم تنغرس في قلب وعقل الطفل وتشكل جزءًا مهم من تطويره العقلي والنفسي.

ثالثًا: تعزز من القدرة على التخيل

على غرار مشاهدة المسلسلات والأفلام ومقاطع الفيديو على اليوتيوب، تعزز القراءة القدرة على التخيل. يعمل هذا الأمر على تحفيز مدارك الطفل وتنمية قدراته العقلية كما يجعله يقدر القصص والقراءة.

وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يستمعون إلى القصص ويتعرضون للقراءة المنزلية، تم تنشيط مناطق أدمغتهم التي تدعم الصور العقلية والفهم السردي. قد تساعد هذه المؤشرات الحيوية العصبية في محو الأمية الناشئة[2].

رابعًا: إيصال رسائل تربوية مخصصة للطفل

لا يشترط بقصص قبل النوم أن تكون دائمًا خلال الكتب الجاهزة. حيث يمكن للآباء اختراع قصص خاصة بهم يستطيعون من خلالها إيصال رسائل تربوية أو معالجة تصرفات معينة قام بها الطفل خلال اليوم. ويجب أن تكون على شكل قصة لأن الطفل يمتعض من الرسائل التربوية المباشرة التي تأتي على شكل محاضرة. لذلك القصص وسيلة بالغة الأهمية في تربية الطفل الدينية والأخلاقية.

خامسًا: قرآن ما قبل النوم

لا يشترط قراءة قصص قبل النوم يوميًا ، لنكن واقعيين إن طاقتنا تستنزف خلال النهار وفي الكثير من الأوقات نخلد إلى النوم مع أطفالنا من شدة التعب. لذلك عوضًا عن قراءة قصة قصيرة، قراءة المعوذات تطمئن الطفل وتحثه على النوم بطريقة ساحرة. ويمكن اختيار أجزاء قصصية من القرآن وقرائتها للطفل لتعريفه على قصص الأنبياء التي فيها العظة والعبرة والخير الكثير. ولكن يجب الحرص دائمًا على التبسيط في نقل القصة حتى تكون على مستوى فهم طفلك حسب عمره.

قد نميل إلى الكسل والتعب الذي يمنعنا من تخصيص وقت لقصص قبل النوم. إلا أن الوقت الذي يسبق نوم طفلك مهم جدًا في تنشأة الطفل ولذلك لا تقلل من شأن قصة صغيرة أو عناق دافئ قبل النوم.

المراجع

1] Home Reading Environment and Brain Activation in Preschool Children Listening to Stories, 2015 https://publications.aap.org/pediatrics/article-abstract/136/3/466/61420/Home-Reading-Environment-and-Brain-Activation-in?redirectedFrom=fulltext

2] Research shows the importance of parents reading with children – even after children can read, 2017 https://theconversation.com/research-shows-the-importance-of-parents-reading-with-children-even-after-children-can-read-82756