ما قصة جدري القرود؟

فتاة مصابة بجدري القرود

لم نلتقط أنفاسنا بعد من فيروس كورونا، حتى يأتينا جدري القرود دافعًا الملايين للتساؤل، كيف الخروج من هذا المأزق القادم؟

ما هو جدري القرود و من أين أتى؟

على عكس “كوفيد-19″، جدري القرود هو مرض له أعراض جلدية واضحة ستدفع المريض إلى الطبيب أو المستشفى. اطلق عليه هذا الاسم سنة 1958 حينما تم اكتشافه بين عيّنة من القرود في أحد المخابر بمدينة كوبنهاغن الدنماركية. تكررت الملاحظات البحثية نفسها في عدة دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية، لكن حتى تلك اللحظة كانت الإصابات حيوانية فقط.

في 1 سبتمبر/أيلول عام 1970، دخل طفل يبلغ من العمر 9 أشهر فقط تم الاشتباه في إصابته بالجدري إلى مستشفى باسانكوسو، في جمهورية الكونغو الديمقراطية. تم ارسال بيانات الطفل المريض إلى المركز المرجعي للجدري التابع لمنظمة الصحة العالمية في موسكو. لكن المرض لم يكن إصابة بالجدري العادي، كان شيئا آخر، تطلَّب الأمر عامين حتى تمكَّن فريق بحثي من هذا المركز من إثبات أنها أول إصابة بشرية جدري القرود.

ما هي أعراض جدري القرود؟ 

تبدأ أعراض جدري القرود:

  • بحمى وصداع شديدين 
  • تورم في الغدد الليمفاوية 
  • آلام في الظهر 
  • آلام في العضلات 
  • إرهاق شديد وهي كما نلاحظ أعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا
  •  ثم يظهر الطفح الجلدي بعد 1-3 أيام ويميل إلى التركيز على الوجه والأطراف
  • يتطور الطفح بالتتابع من مجرد بقع إلى حطاطات وبثور صلبة مرتفعة عن مستوى الجلد قليلا, ثم إلى حويصلات مليئة بسائل صافٍ، ثم بثور مليئة بسائل اصفر مع ظهور قشور تجف وتسقط. 

وعادة ما تكون الإصابة بالمرض محدودة تستمر من 2 إلى 4 أسابيع، لكن يمكن أن تحدث تطورات شديدة الخطورة (أكثر شيوعًا بين الأطفال) تتمثَّل في مجموعة من الاضطرابات مثل:

  • التهاب الشعب الهوائية
  • تعفن الدم
  • التهاب الدماغ
  • عدوى القرنية مع فقدان البصر 
  • وهذه الأمور جميعها للأسف قد تؤدي إلى الوفاة
عينة دم لشخص مصاب بجدري القرود

ما هي طرق العدوى؟ 

ًالأمر الإيجابي هو أن جدري القرود ليس سريع الانتشار مثل فيروس كورونا، فإن انتقال مرض جدري القرود يتطلَّب “اتصالا وثيقًا” بين المصاب والشخص الذي سيتلقى العدوى حدّه الأدنى نحو 3 ساعات، وينتقل عبر اللعاب وإفرازات الأنف ورذاذ الجهاز التنفسي ومنتجات الطفح الجلدي الناتج عن المرض، وكذلك استخدام الأدوات المشتركة مثل الفراش والمناشف.

لهذا السبب كانت وكالة الأمن الصحي البريطانية قد كشفت منذ البداية أن انتشار المرض بدأ بشكل ملحوظ بين “المثليين ومزدوجي الميول الجنسية” في كلٍّ من المملكة المتحدة وأوروبا، وهذا يتوافق مع طريقة انتقال المرض، حيث يتطلَّب اتصالا وثيقًا بين المصابين.

ومن الجدير بالذكر أنه ومنذ اكتشاف هذا المرض تم رصد أعداد ضئيلة من الحالات بدأت بأرقام تعد على الكف، وانتهت بالآلاف خاصةً في الدول الأفريقية، والمرعب أنه تم رصد أعداد أكبر في عام 2022 في عدة أماكن منها أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي والنمسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة والسويد والبرتغال وإسبانيا وهولندا والدنمارك (أعلى الإصابات كانت في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال بمجموع 130 حالة). وهذا ما يعني أن هذا الوباء يتميز بأنه ينتشر بشكل صامت، وغير منظم أو قابل توقع.

 و بالطبع هناك دائما مجال للمفاجآت الفيروسية المرعبة، مثل “كوفيد-19″، لكن إلى الآن، من المُرجَّح بشكل كبير جدًا أن جدري القرود سينتشر من حين إلى آخر في نطاقات محدودة ثم يتوقف وينزوي مجددًا.

المراجع

المراجع
1] الدكتورة سوزان ضمرة
استشارية طب وجراحة النسائية والتوليد وعلاج العقم واطفال الأنابيب
https://www.facebook.com/Dr.suzanndamra
https://www.instagram.com/dr.suzandamrah/
0796188814