٥ أمور تساعد طفلك في أداء الواجبات المنزلية… بدون أن تقوم بأدائها بنفسك

أب يساعد ابنته في أداء الواجب المدرسي على الطاولة

أشرت في مقال سابق إلى الجدل القائم حول قيمة وأهمية الواجبات المنزليات والحجج المناهضة والمعارضة لها ولكن موضوع هذه المقالة حول كيف تساعد طفلك في أداء الواجبات المنزلية، بدون أن تقوم بأدائها بنفسك. فبغض النظر إن كنت من معارضي الواجبات المنزلية أم لا فهو أمر يجب عليك التعامل معه في سبيل فهم أعمق لطفلك وتحصيل دراسي أفضل له في المدرسة.

كُن أكثر اهتماماً و انخراطاً

في دراسة تحليلية لأكثر من 400 دراسة مستقلة. تبين أن مشاركة الآباء سواءاً في المدرسة أو في المنزل تساهم في تحسين التحصيل الأكاديمي للطلاب. ولكن في الوقت نفسه. يجب على الآباء أن يكونوا حذرين من المساعدة الزائدة في أداء الواجبات المنزلية لأنه يرتبط بمستوى عالي من التحفيز والمشاركة ولكن بمستوى منخفض من التحصيل الأكاديمي [1].

ساعدهم ليتحملوا المسؤولية

على الآباء أن يساعدوا الأطفال على تغيير نظرتهم للواجب المنزلي وبأن يعتبروه فرصة للتعلم بدلاً من كونه عبأً إضافياً وكما تعلمون معظم الأطفال لا يطيقون أن يسمعوا كلمة واجب منزلي فما بالكم بالقيام بعمله بأنفسهم. والجدير بالذكر بأن علينا كآباء التركيز على فكرة أن يقوم الأطفال بتحمل مسؤولية تجاه الواجب المنزلي. فبدلاً من توجيه اهتمامنا إلى إنهاء عمل الواجب بأسرع وقت ممكن. يجب التركيز على دعم الأطفال وإعطائهم قدراً كافي من الثقة حتى يقوموا بإنجازه بأنفسهم.

الآباء الذين يتخذون منهج المبالغة في الأبوة والأمومة، والذي يدعى “الأبوة المروحية” يعيقون من نمو أطفالهم من خلال انخراطهم الزائد في الواجبات المنزلية وفي دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا والتي شملت 866 من الآباء من ثلاث مدارس كاثوليكية / مستقلة بأن الآباء الذين يتخذون هذا المنهج يميلون إلى تحمل مسؤولية أكبر تجاه أطفالهم أثناء أداء واجباتهم المدرسية ويتوقعون أن يتحمل معلمو أطفالهم نفس القدر من المسؤولية[2].

وإليك ٥ أمور ستساعدك على مساعدة طفلك بطريقة صحيحة:

١- امدح طفلك وشجعه

احدث فرقاً في نظرة طفلك تجاه الواجب المنزلي وعملية التعلم بشكل عام وذلك من خلال تحليك بأكبر قدر من الإيجابية. فمجرد وجودك في مكان الدراسة يساعد في خلق بيئة تعليمية إيجابية.حتى إن لم يكن الآباء على فهم كامل بالمحتوى فالجلوس وحده حتى إكمال طفلك للواجب المنزلي مهم جداً[3].

وهذا يحتاج إلى عملية تغيير في منظورك للواجب المنزلي قبل طفلك. وذلك يبدأ برؤية أن التعلم عملية ممتعة وإشعار طفلك بأنه لا بأس بارتكاب الأخطاء أثناء المحاولة لأنه جزء من العملية التعليمية وقم بتسليط الضوء على إنجازاته الأكاديمية.وهذا أمر صعب للغاية لأنك تكون على الأغلب مرهق آخر النهار وتحتاج إلى قسط من الراحة لكن مع ذلك يجب عليك أن تحاول أن تفكر بإيجابية.

قم بتشجيع طفلك على إنهاء الواجب المنزلي من خلال إعطاء الطفل بعض الامتيازات مثل البقاء مستيقظاً لمدة 10 دقائق إضافية أو إجراء مكالمة مع صديق أو قضاء 10 دقائق على الكمبيوتر أو الآيباد و لا يشترط بالجوائز أن تكون محصورة على الحلوى والهدايا المادية[5].

٢- نمذجة التعلم

قم بفعل ما يقوم به معلمو الصف في المدرسة. حيث يتبع معظم المعلمين استراتيجية لتعليم الأطفال تدعى “أفعل ، نحن نفعل، أنت تفعل” لنمذجة تعلم مهارة معينة. على سبيل المثال لحل مسألة حسابية. يقوم المعلم بتوضيح كيفية حلها بنفسه أمام الأطفال ثم يدعوهم لحل المسألة معه، وبعد ذلك يحاول الأطفال حل المسألة بأنفسهم وبهذه الطريقة تكون قد قدمت دعم للطفل في كل مرحلة لحل مسألة ما [4].

٣- ضع خطة للواجب المنزلي

من السهل أن تتعرض لضغط جراء الواجبات المنزلية خاصة عند وجود الكثير منهم. لذلك من الأفضل وضع خطة للواجبات المنزلية بدل إجبار الطفل على حلهم دفعةً واحدة. أولاً، قم بقراءة وفهم الواجب. ثانياً، قم بتقسيم الواجب إلى أجزاء منطقية قصيرة. ثالثاً، ناقش مع طفلك مقدار الوقت الذي يحتاجه كل جزء. رابعاً، ضع جدولاً زمنياً لإنجاز كل جزء على يكون هناك استراحة لمدة 15 دقيقة كل ساعة. سادساً، شجع طفلك على تحديد الأجزاء المكتملة حتى يشعر بالإنجاز والتقدم الذي من شأنه أن يخلق جو إيجابي[3].

أب يساعد طفلته على حل الواجبات المنزلية
أب يساعد طفلته على حل الواجبات المنزلية

٤-قم بتخصيص مساحة مناسبة للواجب المنزلي

وهنا القصد بتخصيص مساحة زمنية ومكانية مناسبة من أجل الواجب المنزلي. حتى بانشغالك في العمل يجب تخصيص وقت من أجل الدراسة والواجبات المنزلية.الأمر الذي من شأنه أن يخلق عادات إيجابية يتعود من خلالها الطفل على إدخال الدراسة للروتين اليومي.هذا يعني تخصيص ساعة بعد وجبة الغذاء من أجل حل الواجبات وقد يتخللها نشاط ممتع مثل قراءة كتاب ونقاش موضوع معين له علاقة بالواجب.

والجدير بالذكر أن الأنشطة التعليمية خارج إطار المدرسة مثل زيارة المتاحف أو مشاهدة فيلم وثائقي من شأنه إثراء العملية التعليمية وجعلها ممتعة وكمثال بسيط جداً يتحمس الأطفال لمشاهدة صورة على محرك البحث غوغل لشيء ما أخذوه في المدرسة كصورة حيوان معين ويمكن استخدام الانترنت للبحث عن الأشياء واكتشاف المزيد.

أما بالنسبة للمساحة المكانية للواجب المنزلي فيجب أن تكون مضاءة بشكل جيد وبعيدة عن أي مصدر للضوضاء مثل التلفاز والهاتف المحمول أو حتى صوت أغاني.

٥- تعرف على معلم الصف

هذا أمر هام للغاية ليس فقط في حل الواجبات المنزلية بل من أجل الدراسة والعملية التعليمية بشكل عام أيضاً. حيث لقاء المعلم بشكل شخصي في بادئ الأمر والتحدث معه عبر الهاتف مهم لفهم الطفل لذلك قم بحضور جميع اجتماعات الآباء والمعلمين واسال عن سياسات المدرسة. وإذا كانت هنالك مشاكل مستمرة في الواجبات المنزلية احصل على المساعدة من المعلم لأنه في بعض الأحيان يعاني بعض الأطفال من صعوبة من رؤية اللوح أو من صعوبة في سماع المعلم. لذلك التواصل دائماً محبب لعملية تعليمية سلسة[6].

وفي نهاية الأمر مهما كان موضوع الواجبات المنزلية صعباً فمع مرور الوقت يصبح لديك مهارة على مساعدة طفلك بالشكل الأمثل والله المستعان.

المراجع
1]APA موقع الرابطة الطبية الأمريكية
https://psycnet.apa.org/record/2019-38879-001
2] موقع جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا
https://www.qut.edu.au/about/our-university
http://eprints.qut.edu.au/92434/
3]Theconversation.com موقع
https://theconversation.com/how-to-help-your-kids-with-homework-without-doing-it-for-them-126192
4]Understood.org موقع
https://www.understood.org/articles/en/6-strategies-teachers-use-to-help-kids-with-learning-and-thinking-differences
5] theschoolrun.com موقع
https://www.theschoolrun.com/10-top-tips-helping-your-child-homework
6] kids health.com موقع
https://kidshealth.org/en/parents/homework.html