التعليم المبكر للطفل…اعرفوا فوائده العظيمة التي ترافقه طوال العمر

كل ما نرجوه أن يكون أطفالنا مميزين و أذكياء، لذلك يجب أن نتعرف على التعليم المبكر المريح والسهل على الأهل والطفل. وكثيرًا ما نسمع جملة “التعلم في الصغر كالنقش في الحجر”. ولكن كيف نطبق هذا النهج على أطفالنا ونساهم في تعليم مبكر مثمر لهم.

في الولايات المتحدة ، كشفت دراسة استقصائية استمرت ل 30 عامًا أن البالغين الذين حصلوا على تعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة من 0-5 سنوات كانوا أكثر عرضة للعمل المستمر والتخرج من الجامعة.[2]

ما هو التعليم المبكر؟

الأغلب يظن أن التعليم المبكر هو أن أجلس الطفل على المقعد وأبدأ بتدريسه ولكن هذا الأمر خاطئ. حيث ينبغي علينا التعامل مع الطفل على أنه قادر على التعلم منذ اللحظة الاولى التي يولد فيها. فعقل الطفل مثل الاسفنجة التي تمتص كل المعلومات في أول خمس سنوات من حياته.

تتأثر أدمغة الأطفال بكل من جيناتهم وبيئتهم. يولد الأطفال وهم جاهزون للتعلم ، حيث يحدث حوالي 90 بالمائة من نمو الدماغ في السنوات الخمس الأولى من حياتهم. السنوات الأولى مهمة ، لأن كيفية نمو الدماغ تتأثر بشدة بما يحدث في بيئة الطفل وتفاعلاته مع الأشخاص من حوله.[1]

ما فوائد التعليم المبكر؟

إن أول خمس سنوات هم أهم سنوات في حياة الطفل، من خلالها يستطيع الأهل أن يبنوا عقل الطفل لطوال العمر. كما أكدت الدراسات أن الطفل الذي يبدأ بالتعلم المبكر يكون بالمدرسة أفضل من الطلاب الذين لم يتبعوا نفس النهج في الرياضيات والعلوم والقراءة.

تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يشاركون في برامج ما قبل المدرسة عالية الجودة هم أكثر عرضة للوصول إلى المدرسة مجهزين بالمهارات الاجتماعية والمعرفية والعاطفية التي يحتاجونها لمساعدتهم على مواصلة التعلم. تمتد هذه الفوائد إلى ما بعد المدرسة الابتدائية. حيث تم ربط المستويات الأعلى من النجاح التعليمي والتوظيف والمهارات الاجتماعية بمستويات متوسطة من المشاركة في تعليم جيد في مرحلة الطفولة المبكرة.[1]

أنواع التعليم المبكر 

أولاً: التعليم المباشر

يتمثل في (هذا-أين- ما هذا)
 مثال: انظر يا ماما (هذا) قلم… ماما (أين) القلم وأقوم بالإشارة إلى القلم… ماما( ما هذا ) هذا قلم

ثانيًا: التعليم الغير مباشرة

ويتمثل في أن نتكلم مع الطفل عن كل شئ واي شئ. كمثال، عندما أصحو في الصباح أقول لطفلي حتى إن كان رضيعًا ..صباح الخير ماما وأفتح النافذة، عندها سوف يربط الطفل الصباح بكلمة “صباح الخير” وفتح النافذة وسوف يعلم أننا في فترة الصباح.

متى أبدأ وبماذا ابدأ؟

ابدؤوا اليوم مهما كان عمر طفلكم، وفي حال كنتِ حامل فابدئي بأول يوم بعد الولادة وفي حال كان عمر طفلك أقل من خمس .سنوات فابدئي معه بعد قراءتك للمقال بتعليمه أشياء جديدة ومميزة وغربية تساعد دماغه على النمو والتطور 

بماذا أبدأ؟

من عمر يوم الى ٦ شهور تستطيعون البدء بالمحادثات اليومية وسبل التعلم الغير مباشرة المذكورة آنفًا. كما تستطيعون القيام بالأنشطة البصرية والسمعية، مثلاً الخروج مع الطفل إلى الحديقة وجعله يرى العشب والشجر والسيارات ودوركم هنا أن تقولوا للطفل هذه شجرة وهذا عشب وعند سماع صوت العصفور أو زمور السيارات أن تقولوا هذا صوت العصفور أو زمور السيارات.

أنشطة للست شهور الأولى

• نشاط القراءة
• أنشطة سمعية و بصرية 
• الأحاديث اليومية 

أنشطة من عمر ٦ شهور وما فوق 

نضيف إلى الأنشطة السابقة، الأنشطة اللمسية لأن الطفل يكون قادر على مسك الأشياء. والمهم هنا ترك الطفل يمسك الأشياء كلها إن لم يكن بها خطر ولا نقطع صمت اللحظة إلا إذا كنا نريد تسمية الشيء. بالإضافة إلى أننا نستطيع البدء بالتعلم المباشر ( هذا ، أين، ما هذا). ولكن هذه المرة، يكون الوقت خمس دقائق فقط فيها تعلموه اسم فاكهه أو خضروات أو حيوان بشرط أن يكون الشيء موجود وملموس أمامكم.

أنصح أخيراً بعدم توتركم خلال العملية لأن علاقتكم مع أطفالكم أهم من التعلم المبكر ومع الوقت تصبح هذه الأساسات من العادات التي تقومون بعملها دون تفكير وتساهم في بناء وقت نوعي مع أطفالكم.

المراجع

1] Benefits of Early Childhood Education,  14-Jan-2022, NSW Government

2] Goodstart Early Learning. The difference early learning makes for children: The evidence. May 2015. Available from: www.goodstart.org.au/media-centre.

3] دليل التعليم المبكر للاطفال, دوروثي اينون, 2000