يحدث العقم بنسب متساوية لدى الذكور والإناث ويعتبر قابل للعلاج في معظم الحالات. وترتفع احتمالية العلاج والإنجاب في حال تم التشخيص خلال العام الأول من الزواج وكانت الحالة قابلة للعلاج. ولكن قبل التطرق للعقم بالتفصيل والاجابة على جميع الأسئلة، يجدر الوقوف قليلاً عند عملية الإخصاب.
المحتويات
أولاً: عملية الإخصاب
في البداية وفي الحالة الطبيعية يحدث الحمل من خلال حدوث عملية الإخصاب التي تتألف من عدة خطوات مرتبة كالتالي:
- يطلق جسم الأنثى بويضة ناضجة وجاهزة للإخصاب من أحد المبايض خلال فترة الإباضة التي تحدث غالباً في اليوم ال 21 من الدورة الشهرية.
- يلتقي النطاف أو الحيوان المنوي للذكر مع البويضة في أحد قناتي فالوب -وهي أنبوب يصل بين كل من المبيضين والرحم-داخل جسم الأنثى.
- تنتقل البويضة الملقحة بالحيوان المنوي السليم من خلال قناة فالوب وتستقر في الرحم.
- تنغرس البويضة في الرحم وتنقسم الخلايا لمرات عديدة مشكلةً الجنين.
يحدث العقم من أي مشكلة قد تطرأ على أحد أو عدة من هذه الخطوات من أحد الطرفين سواءً كان الرجل أو المرأة.
ثانيًا: ما هو العقم؟ وماهي أعراضه؟
بشكل عام يعرف العقم بعدم القدرة على الحمل، بعد سنة من إيقاف موانع الحمل وممارسة الجماع بشكل متكرر خلال فترات الإباضة. وبالطبع يعتبر عدم القدرة على الحمل – رغم ممارسة الجماع دون استخدام موانع الحمل – هو العارض الوحيد له. لكن يمكن أن تظهر بعض العوارض غير الواضحة التي يمكن أن تدل على الإصابة بالعقم.
مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لدى الإناث المصابات بالعقم، و حصول تغيرات في نمو الشعر أو الوظيفة الجنسية لدى الذكور المصابين بالعقم.
ثالثًا: ما هي أسباب حدوث العقم أو الإصابة فيه؟
يمكن أن يحدث العقم لدى الشخص عند الولادة ويمكن أن يصاب به لاحقاً خلال حياته. وغالباً ما يكون مؤقت أو قابل للعلاج وفي بعض الحالات للأسف يكون العقم مدى الحياة.
وتختلف الأسباب باختلاف الجهاز التناسلي للذكر والأنثى بالطبع كالتالي:
من أسباب العقم لدى الذكور:
- إنتاج حيوانات منوية غير طبيعية أو وجود خلل في وظيفتها. وذلك إما لسبب خلقي أو حالة مرضية تؤثر على عدد الحيوانات المنوية وصحتها.
- إصابة الأعضاء التناسلية بتشوهات أو تلفها. وذلك يسبب مشكلات في توصيل الحيوانات المنوية ويحدث إما لوجود مشكلات بِنيوية أو وجود حالة صحية تؤثر على صحة ووظيفة الأعضاء التناسلية.
من أسباب العقم لدى الإناث:
- اضطرابات الإباضة، التي تحدث للعديد من الأسباب التي تختلف من حالة لحالة والتي تؤثر على إطلاق وصحة البويضة.
- وجود تشوهات في أعضاء الجهاز التناسلي أو إصابتها بتلف. وتحدث أغلب التشوهات في الرحم وتختلف قابلية علاج التلف أو التشوه ونسبة القدرة على الحمل باختلاف حدة التشوهات، نوعها ومكانها في الجهاز التناسلي.
- الإصابة بالأورام الرحمية الليفية أو التكيسات، تعتبر من أهم العوامل للإصابة بالعقم وغالباً تكون قابلة للعلاج
- انقطاع الطمث المبكر، الذي يحدث عندما يتوقف المِبيضان عن العمل، وتوقف الحيض قبل سن الأربعين
بالإضافة إلى أن العقم يمكن أن يحدث كضرر جانبي من بعض الأمراض كالسرطان وعلاجاته. كما يؤثر على قدرة كل من الذكور والإناث على الإنجاب.
وإلى جانب ذلك يمكن للتعرض المفرط لعوامل بيئية مؤذية أن يؤثر أيضاً على صحة ووظيفة الجهاز التناسلي لدى الذكر والأنثى:
- مثل استهلاك الكحوليات والتدخين
- واستهلاك الأدوية غير الموصوفة من قبل الطبيب
- والتعرض للأسمدة والمواد الكيميائية بدون حماية
- والضغط والتوتر أيضاً تعتبر من العوامل النفسية التي تترك أثر سلبي على قدرة الانسان على الإنجاب.
رابعًا: هل يمكن علاج العقم؟ ما هي طرق علاج العقم؟
كما ذكرنا سابقاً، العقم قابل للعلاج في معظم الحالات. ولكن في البعض الآخر يكون دائم وغير قابل للعلاج، ويتم علاجه على أساس سببه.
ويمكن تحديد إمكانية وطريقة العلاج من قبل طبيب متخصص لعلاج العقم لدى الأزواج. وذلك إما عن طريق الأدوية، أو الجراحة، أو التلقيح داخل الرحم.
خامسًا: ما هي عوامل الخطر؟
- العمر: حيث تنخفض خصوبة الأنثى تدريجيا مع تقدم العمر، ويزيد معدل انخفاض الخصوبة بشكل أسرع بعد سن 37 عام، ويضعف معدل خصوبة أغلب الذكور بعد سن 40 عام مقارنة بالذكور الأصغر عمراً.
- استهلاك منتجات التبغ والكحوليات وبالطبع إدمان المخدرات، يؤدي لتقليل معدلات الخصوبة لكلا الذكور والإناث. كما ان استهلاك هذه المواد يؤثر على الفعالية المحتملة لعلاجات الخصوبة وبالتالي تقليل احتمالية حدوث الحمل حتى بعد العلاج.
- إضافةً إلى أن استهلاك هذه المواد يزيد تكرار حدوث الإجهاض التلقائي لدى النساء، ويسبب ضعف الانتصاب ويقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، ولا يمكن حصر هذا الخطر على مستهلكي هذه المواد على المدى الطويل فقط.
- يعتبر الأشخاص المصابين باضطرابات الشهية – مثل فقدان الشهية أو الشهية المفرطة – أكثر عرضة للإصابة بالعقم.
- في بعض الحالات يمكن لممارسة التمارين الرياضية العنيفة والشديدة لدى النساء غير البدينات أن يؤثر على الخصوبة أيضاً.
سادسًا: هل يمكن الوقاية من العقم؟
علمياً، الحفاظ على نظام حياة صحي جسدي ونفسي والابتعاد عن كل ما يؤذي العقل والجسد، هو كل ما يمكن للشخص أن يقوم به ليحمي نفسه من الإصابة بأي حالة طبية خلال حياته.
وحتى مع ذلك يمكن للشخص أن يصاب بالعقم لأسباب قد تكون غير معروفة، وغير مرتبطة لا بجنس الشخص سواء ذكر أو أنثى ولا بأسلوب حياته.
كأطباء ننصح جميع الرجال والنساء على حد سواء بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة قبل الزواج وبعد الزواج أيضاً، لأن التشخيص المبكر للعقم في حال وجوده يرفع نسبة نجاح العلاج والقدرة على الإنجاب بشكل كبير.
المراجع
الدكتورة سوزان ضمرة استشارية طب وجراحة النسائية والتوليد وعلاج العقم واطفال الأنابيب https://www.facebook.com/Dr.suzanndamra https://www.instagram.com/dr.suzandamrah/ 07961888141 |