بينما كنت أتصفح جروب للأمهات على الفيس بوك. توقفت لدى بوست لإحدى الأمهات التي قامت بطرح سؤال للأعضاء. أيهما أفضل للولادة القيصرية، التخدير النصفي أم التخدير الكلي؟ وأثار هذا السؤال فضولي علماً بأن جميع ولاداتي كانت طبيعية الحمد لله ولم أضطر للتعمق أكثر في هذا الموضوع. إلا أن التفاعل في التعليقات لهذا السؤال وتقارب الآراء بين التخدير النصفي والكلي جعلني في حيرة من أمري. وكذلك الأمر بالنسبة لصاحبة البوست التي زادتها التعليقات حيرة أكثر من ذي قبل.
بالنسبة للأمهات اللواتي جربن التخدير الكلي فهم لجؤوا إليه خوفاً من فكرة أن يكونوا على وعي تام وقت العملية، بإلإضافة إلى قلقهم من الصداع وألم الظهر المرافق للتخدير النصفي. أما بالنسبة للأمهات اللواتي جربن التخدير النصفي فهم اختاروه بسبب شوقهم لرؤية الجنين فور خروجه ولأن النصفي آمن على الجنين والأم حيث أن المواد المخدرة المستخدمة في حالة الكلي أكثر بكثير وتنتقل للجنين. بالإضافة لقلقهم أيضاً من ألم السعال والبلغم المرافق للكلي.هذا كان رأي الأمهات عن تجربة ولكن ماذا عن رأي الطب في هذا الموضوع.
الرأي الطبي في نوع التخدير وقت الولادة القيصرية
التخدير النصفي
وفقاً للجمعية الأمريكية لأطباء التخدير ASA إن التخدير النخاعي أو النصفي هو الخيار الأفضل والآمن لمعظم الولادات القيصرية وذلك لأن الطفل يتعرض لأقل قدر من الأدوية المهدئة والمخدرة ولأن الأم تستطيع المشاركة في عملية الولادة وأفضل من الناحية النفسية لأنها تستطيع رؤية جنينها وسماع صوته. ومع ذلك قد يكون التخدير الكلي ضرورياً في بعض الحالات [1].
في التخدير النصفي يقوم الطبيب بحقن المخدر داخل السائل النخاعي من خلال إبرة رفيعة جداً يتم إدخالها في أسفل الظهر وتحديداً بين الفقرة القطنية الرابعة والفقرة الخامسة.تتم إزالة الإبرة بعد ذلك. و على إثرها يختفي الألم فوراً من النصف السفلي للجسم وتحديداً من أسفل القفص الصدري إلى الساقين. ويستمر لمدة ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات.
كما تنصح الكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد بإجراء الولادة تحت تأثير التخدير النصفي، وتؤكد بأنه أفضل من التخدير الكلي الذي أوصت بالابتعاد عنه إلا في حالات الولادة القيصرية الطارئة.
مضاعفات التخدير النصفي
يحدث نتيجة التخدير النخاعي صداع شديد لا يستجيب مع المسكنات وقد يستمر لمدة 10 أيام بعد الولادة. ويعود السبب إلى ذلك بأنه أحياناً قد يتسرب بعضاً من السائل النخاعي من مكانه عند إخراج الإبرة ويحدث هذا الأمر عند امرأة واحدة من أصل خمسمئة امرأة. وأيضاً قد يحدث ألم للرأس بسبب هبوط في ضغط الدم بعد انتهاء العملية [2].
التخدير الكلي
التخدير الكلي هو الطريقة الوحيدة لتخفيف الألم والتي تجعل المرأة تفقد الوعي تماماً خلال الولادة ولن تستيقظ لتحضر ولادة الجنين. وتكون المرأة بحاجة لمراقبة أكثر خلال العملية من ناحية الضغط والتنفس لأنها غائبة عن الوعي ولا تستطيع إخبار الطبيب في حال شعرت بشيء غير طبيعي. كما لا تخلو المواد المخدرة التي تُعطى للتخدير الكلي من الآثار الجانبية التي قد تسبب الضرر للكبد والكليتين وفي حالات نادرة، تفقد المراة وعيها لمدة 12 ساعة إلى ثلاثة أيام وذلك بسبب نقص المادة التي تحطم المواد المخدرة في الكبد وتطرحها خارج الجسم.
الخلاصة
بالمختصر المفيد مضاعفات التخدير الكلي تفوق بشكل كبير التخدير النصفي وعليه الاختيار يجب أن يميل إلى النصفي إلا إذا كان هنالك حالة تستدعي إلى تخدير كامل يقرره الطبيب وقتها. فحتى لو كنتِ خائفة توكلي على الله واختاري ما فيه خير لك و لجنينك لأن الخياران لا ألم فيهم إلا بعد انتهاء العملية.
المراجع |
1] موقع الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير https://www.asahq.org/madeforthismoment/preparing-for-surgery/procedures/c-section/ |
2] موقع الشبيبة https://shabiba.com/article/80257-للولادة-القيصرية-ما-الأفضل-التخدير-الكلي-أم-النصفي |