زنجبيل وليمون وعسل…مشروب الشتاء الرسمي

نحتضن مشروب الزنجبيل والليمون بين يدينا ليغمرنا بدفئه مع اشتداد البرد في الشتاء، هو مشروب لا يُمل منه فعلى الرغم من حدته إلا أنه ناعم وحنون حتى بحرقته التي فيها شفاء لآلام الحلق.

وعندما نقوم بإضافة ملعقة من العسل إلى الزنجبيل والليمون يصبح المشروب سحرياً فكأن ملعقة العسل هي عصا سحرية تلقي خدعتها علينا، وتاسرنا بهذا المزيج المتناغم والذي لا يسبقه إليه أي مشروب شتوي آخر. مشروب الزنجبيل والليمون هو بلا منازع مشروب الشتاء الرسمي الصحي الذي يجمع بين اللذة واللطف، فلا يساهم في زيادة أوزاننا السنوية خلال فصل الشتاء بل بالعكس يساهم في خفضها.

وعلى عكس مشروب الكاكاو الذي يعدل مزاجنا ويمتعنا بطعمه الأخاذ في فصل الشتاء والذي ندفع مقابله وزن زائد، نشعر براحة وخفة ليس لها مثيل بعد احتساء مشروب الزنجبيل والليمون والعسل، فمن هو الذي اخترع هذا المزيج الذي يدخل الدفأ إلى قلوبنا كل شتاء ؟

أصل مشروب الزنجبيل والليمون

الزنجبيل نبتة معمرة وتعتبر من عائلة نبتة الكركم والهيل فهو تابل ومُنكه للأطعمة المختلفة ومصدر طعمه الحار اللاذع يعود إلى وجود الكيتونات وخاصة مادة الجنجرول. يعود تاريخه لأكثر من ٣٠٠٠ عاماً إلى كلمة سنسكريتية تعني “جذر القرن” نسبةً إلى مظهر الزنجبيل كما يُعتقد أن الهنود والصينين قد استخدموا جذر الزنجبيل لعلاج العديد من الأمراض قبل أكثر من ٥٠٠٠ سنة. وتُعد الهند من أكبر منتجي الزنجبيل حيث كانت تُصدره إلى الإمبراطورية الرومانية لأكثر من ٢٠٠٠ عام وذلك لخصائصه الطبية. كما سيطر التجار العرب على تجارة الزنجبيل بالإضافة لتوابل أخرى لعدة قرون [1].

هل تعلم، أن قيمة رطل من الزنجبيل كانت تعادل تكلفة خروف كامل في القرنين الثالث والرابع عشر [2].

والجدير بالذكر بأن نبتة الزنجبيل قد ورد ذكرها بالقرآن الكريم في سورة الإنسان: {ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً} وذلك لأن العرب كانوا يقومون بخلط الزنجبيل مع الخمر لتحسين طعمه بإضافة المذاق اللاذع للكأس، فكان الخطاب القرآني لما عهده العرب وقتها من لذات الدنيا[3].

ومشروب الزنجبيل لا يكتمل إلا بإضافة الليمون إليه ليزيده غنى. فكما الزنجبيل، يُعد الليمون من أقدم الأشجار التي استخدمها الإنسان. وكذلك استعملها المصريون في طبهم من أجل مقاومة السموم، وتُزرع شجرة الليمون في حوض البحر الأبيض بشكل خاص وانتقلت إلى أوروبا مبقيةً على أسمها العربي. وكان الليمون يستخدم منذ الأزل كدواء للعديد من الأمراض والأوبئة منها الكوليرا، والتيفوئيد، والنقرس وغيرها الكثير[4].

فلا عجب أن الناس يلجأون إلى مشروب الزنجبيل والليمون بعد الوجبات أو في الطقس البارد لأن النكهة التي يخلقها مزيج الليمون المنعش والزنجبيل المعتدل الحرارة من عالم آخر وكونه خالي من الكافيين يجعله الرفيق الأنسب لكل وقت وحين. ولدى إضافة معلقة من العسل إلى هذا المزيج الرائع تتزاوج النكهات في احتفالية تُقام في فمك وتُغلف حلقك لإعطائك راحة فورية. ولكن حذاري من إضافة كمية كبيرة من العسل لأنه سكر ويسبب في زيادة للوزن.

فوائد مشروب الزنجبيل والليمون

فوائد الزنجبيل:

١- علاج رائع لمشاكل الهضم مثل عسر الهضم والغثيان والريح والمغص.

٢- يساعد في تقليل دوار السفر والغثيان الصباحي.

٣- ينبه دوران الدم ويساعد في تدفق الدم مما يجعله مثالي لمشاكل تصلب الشرايين.

٤- ملطف للسعال والزكام والإنفلونزا ويساعد كعلاج للمشاكل التنفسية.

٥- يساعد في فقدان الوزن.

٦- يساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية للنساء.

٧- يساعد في خفض مستويات الكوليسترول.

دراسة: تم إجراء دراسة عام ٢٠١٨ على ٦٠ شخص يعانون من فرط شحميات الدم حيث لوحظ انخفاض لمستويات الكوليسترول الضار بنسبة ١٧.٤٪ ل٣٠ شخص قاموا بتناول ٥ جرامات من مسحوق الزنجبيل يومياً خلال فترة ثلاث أشهر [5].

فوائد الليمون

١- يساعد في تحسين المناعة لاحتوائه على قدر عالٍ من فيتامين C.

٢- يساعد في الوقاية لذلك هو مفيد لعدوى المعدة ومشاكل دوران الدم وتصلب الشرايين.

٣- مطهر مضاد للجراثيم والأكسدة ويخفض الحمى.

٤-مهدئ للأعصاب وعلاج فعال للزكام والبرد والإنفلونزا.

٥- يساعد في تخفيف حموضة المعدة ، والقروح، والتهاب المفاصل ،و النقرس.

٦- يعقم المجاري البولية من الجراثيم مما يساعد في علاج التهابات الكلية والمثانة.

أضرار مشروب الزنجبيل والليمون

رغم منافع مشروب الزنجبيل والليمون الكثيرة إلا أن الإكثار منه قد يتسبب ببعض الأعراض الجانبية مثل حرقة المعدة والإسهال وذلك عند استهلاك الفرد لأكثر من ٥ جرامات يومياً بالإضافة إلى الحموضة المعوية ومسببها الأساسي ارتداد الحمض الذي يسبب بدوره إحساساً حارق بأسفل الصدر. ووفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) فإن الزنجبيل قد يسبب آلام في البطن والمعدة بالإضافة إلى الغازات والانتفاخ [6]. لذلك الاعتدال دائماً هو الحل الأمثل في استهلاك المشروبات ولو كانت كلها مكونات طبيعية فالدواء بالنهاية يتم استخلاصه من مكونات طبيعية.

الطريقة المثلى لتحضيره

١- قوموا بتقطيع قطعة كبيرة من الزنجبيل الطازج إلى شرائح دون الحاجة لتقشيرها، ولكن بنفس الوقت تأكدوا من غسلها جيداً لإزالة الأتربة والأوساخ.

٢- أضيفوا الزنجبيل إلى إبريق وزيدوا عليه لتر من الماء وقوموا بوضعه تحت نار عالية حتى يغلي ومن ثم على نار هادئة لمدة خمس دقائق ليتغلغل الطعم.

٣-قوموا بتصفية المزيج عند السكب ثم قوموا بإضافة ليمونة واحدة أو حسب الرغبة.

٤- يمكنكم إضافة القليل من العسل من أجل تخفيف نكهة الزنجبيل الحارة حسب الرغبة.

وصحة وعافية….

المراجع

1] Herbal Medicine: Biomolecular and Clinical Aspects, Second Edition https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK92775/

2] The Complete Book on Ginger Cultivation and Manufacture of Value Added Ginger products

3]تفسير آية ١٧ من سورة الإنسان وفقاً لموقع فضيلة الشيخ أ.د.خالد بن عثمان السبت https://khaledalsabt.com/interpretations/2061/4-من-قوله-تعالى-ويسقون-فيها-كاسا-كان-مزاجها-زنجبيلا-الاية17-الى-اخر-السورة

4] كتاب التطبيب بالطعام،الوقاية والعلاج بالغذاء الصحي للدكتور الصيدلي أحمد توفيق منصور https://jamalon.com/ar/1009496.html

5] دراسة لقسم الصيدلة ، مستشفى أكبر نيازي التعليمي ، إسلام أباد ، باكستان، ٢٠١٨ https://www.walshmedicalmedia.com/open-access/effects-of-ginger-on-ldlc-total-cholesterol-and-body-weight-2471-2663-1000140..pdf

6] مقال تمت مراجعته طبياً بواسطة Katherine Marengo LDN، R.D. – بقلم Lydia Kibet في 30 نوفمبر 2020 https://www.medicalnewstoday.com/articles/ginger-tea-side-effects