المخرج | نورا فينجشيدت |
كتابة | بيتر كريج ، هيلاري سيتز ، كورتيناي مايلز |
بطولة | ساندرا بولوك ، فيولا ديفيس ، فنسنت دونوفريو |
جوائز | جائزة الشجاعة في التمثيل ساندرا بولوك جائزة WFCC لأفضل بطلة عمل ساندرا بولوك |
تقييم IMDb | 7.2/10 (74k) حتى تاريخ هذا المقال [1] |
منصة Netflix | احتل الفيلم المرتبة الأولى في قائمة ١٠ أفضل أفلام لمدة أسبوع تقريباً في أمريكا. [2] |
ما هو الذي لا يغتفر! تتغير حياة الإنسان بحركة واحدة فبغض النظر عن السبب الذي كان وراء تلك الحركة سواءاً كانت بقصد أو دون قصد إلا أنها قد ترمي بكل سنوات العمر في مهب الريح. نسمع كثيراً بمقولة “الحياة تستمر” ولكن في بعض الحالات لا تستمر الحياة ففي لحظة ارتكاب الجريمة تتوقف الحياة بالنسبة للقاتل والمقتول.
المجرم الذي يدخل السجن يبقى عالقاً بذكريات الأيام التي سبقت ارتكابه للجريمة لذلك يعيش في الماضي دون وجود مستقبل مشرق أو دافع للحياة. وتكون سنوات السجن عبارة عن زمن ضائع يقضيه دون تحضير للأيام التي تليه. أما المقتول فتتغير حياة من حوله وتبقى الحسرة والغضب من القاتل هاجس يؤرق حياتهم… وإن بدت حياتهم عادية لا تعتريها أية مشاكل.
احصائية[3]: إليكم ١٠ دول في العالم ذات أعلى معدلات لجرائم القتل (لكل ١٠٠ ألف شخص) في عام ٢٠١٧ حيث سجلت السلفادور (٦١.٧) وهندوراس (٤١) وجامايكا (٥٦.٤) معدلات جرائم قتل تصل إلى ١٠ أضعاف المعدل العالمي. وفي المرتبة الثاني جاءت دول أمريكا الجنوبية والبرازيل (٣٠.٨) وفنزويلا (٤٩.٩) وكولومبيا (٢٥) وحتى مع حصول بقية أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية لمعدلات أقل إلا أن المتوسط العام ارتفع للامريكتين ككل ليصل إلى (١٧.٢). |
قصة الفيلم
تتمحور قصة الفيلم حول شخصية روث سلاتر التي يتم إطلاق سراحها من السجن بعد ٢٠ سنة. وذلك بسبب ارتكابها لجريمة قتل ضابط شرطة أراد أن يخلي روث وأختها من منزلهم. تتطلع روث لإعادة بناء حياتها وتتوق للاتصال بأختها التي تم طرحها للتبني بعد الحادث. قامت روث بالاعتناء بأختها كاثرين منذ الصغر بعد موت والدها ووالدتها التي فارقت الحياة أثناء الولادة. أختها التي أصبحت الآن مراهقة تعيش كابنة لعائلة ذات دخل متوسط وتتقن عزف البيانو ويبدو أن لها مستقبلاً واعداً فيه.
البداية
يبدأ الفيلم بلقطة خروج روث من السجن وبجملة مثيرة للاهتمام من ضابط التسريح المسؤول عنها. “أظن أنك تعتقدين بأن كل شيء حُل بخروجك” وذلك بعد أن دبر لها عمل في معمل مأكولات بحرية. ضابط التسريح يعلم تماماً بأن لقب “قاتلة الشرطة” سيلحقها طوال عمرها و يعيقها من مباشرة حياتها كإنسان عادي. تسعى روث جاهدة بعد خروجها للبحث عن أختها علماً بأنها ممنوعة من التواصل معها.
وتقوم بالذهاب إلى منزلها القديم الذي يحتضن جميع الذكريات الجميلة التي جمعتها مع أختها والذي أصبح بنفس الوقت موقع ارتكاب الجريمة. تكتشف لاحقاً أن أحد قاطنيه محامي فتقرر أن تُفصح عن ماضيها الأسود وتلجأ إليه للمساعدة في إيجاد أختها والتواصل معها. ونتيجة لذلك يساعدها المحامي بعد طول تفكير ويدبر لها اجتماع مع أهل أختها بالتبني حينها تكتشف روث بأن جميع رسائلها التي كانت ترسلها وهي في السجن لم تصل لأختها. يجن جنونها وتشعر بأنها غير موجودة في الحياة.
الحبكة
في هذه الأثناء، يبدأ ابني القتيل بالتخطيط للانتقام رغم تردد أحدهم لذلك. فهم لم يهنأ لهم بال منذ اللحظة التي عرفوا بأن القاتلة حرة طليقة. وعلاوةً على ذلك تعيش حياتها وتعمل بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن.يشعر الأبناء بأن النظام ترك روث بسهولة وعلى إثر ذلك يقوم ابن القتيل الذي كان متردداً في البداية بخطف ابنة الأهل الذين تبنوا كاثرين -أخت روث- ظناً منه أنها أخت روث نفسها
النهاية
ينتهي الفيلم بذهاب روث إلى مكان الاحتجاز ليدور حوار بين ابن القتيل وروث. تخبره فيه أن أبوه كان إنسان طيب وتقنعه بأنه سوف يترك كل ما يحب في حياته. ليتراجع عن إيذاء أي أحد بعد ذلك. ويتبين أخيراً بأن روث لم تقم بالواقع بارتكاب الجريمة بل أختها كاثرين التي كانت تبلغ ٥ سنوات آنذاك وتحملت اللوم كل تلك السنوات بدلاً عن أختها حتى لا ينالها أي عقاب قد يدمر حياتها. ينتهي الفيلم باعتقال ابن القتيل وبمقابلة روث لأختها الحقيقية أخيراً بعد طول عناء وعناق دافئ.
لقطات
تتخلل الفيلم لقطات تبين بأن اندماج روث كقاتلة شرطة في المجتمع أمر مستحيل فمثلاً، يُعجب بها زميلها في المعمل الذي نكتشف لاحقاً بأنه أيضاً مدان سابق. ويقوم بإفشاء حقيقتها لزملائهم فور معرفته بذلك. الأمر الذي يعرضها لاحقاً إلى عنف وضرب مبرح من أحد موظفي المعمل. كما تتخلله لقطة خيانة -زوجة ابن القتيل مع أخوه- التي لم أفهم مغزى إدخالها في الفيلم.ربما حتى تثير غضب ابن القتيل الذي لم يرد أن ينتقم في البداية بسبب استقراره العائلي.
تقييم وما هو الذي لا يغتفر
لم أشعر بأن نهاية الفيلم متناسقة مع الوتيرة التي كانت تجري به الأحداث.حتى ارتياح معالم وجه أخت روث لم يكن في محله وغير طبيعي للقاء بعد غياب دام عشرين عاماً. ولكن العناق الأخير هو استجابة لحاجة روث الماسة لهذا الأمر منذ بداية الفيلم وأوجد سلام داخلي لها. كما لم أشعر بأن معلومة عدم ارتكاب روث للجرم الفعلي مهم في الفيلم. فعلى الأغلب قام الكاتب باضافتها لإثارة تعاطف إضافي لروث التي لم يغفر عنها أي أحد في الفيلم.
فحتى بعد خضوعها لحكم القانون وقضائها لأزهى سنوات عمرها في السجن. وعلى الرغم من الإفراج عنها بسبب السلوك الجيد. وتجريدها من أعز ما تملك وعائلتها الوحيدة. نكتشف الآن أيضاً إضافة لكل ذلك، بأنها لم تكن من قام بارتكاب الجريمة.
كما تركني الفيلم في حيرة من أمري حول الرسالة المراد إيصالها ومن هو الذي لا يغتفر له هل هي روث مرتكبة الجريمة نفسها؟ أم هو النظام القانوني؟ أو النظام الذي عرض أبناء القتيل الشبه يتامى لهذا الموقف؟ أم هم الأهل الذين قاموا بتبني أخت روث وإخفاء الحقيقة الكاملة عنها؟ لا شك في أن الفيلم نجح بتغطية منظور كل من القاتل وأهل القتيل وجميع المتضررين من الجريمة. ولكنه خلق جو من الغموض وارتباك في مشاعر المشاهد فلا يوجد شعور بنهاية مكتملة طوال وقت الفيلم.
لكن بنفس الوقت أحببت كيف أظهر الفيلم ردة فعل المجتمع لقاتل سابق ابتداءاً من مكان السكن انتهاءاً إلى مكان العمل. روث لم تحظى بفرصة لعيش كريم منذ بداية تسريحها حيث أنها أقامت في مركز إعادة تأهيل مع مجرمين آخرين في بيئة عدوانية لا تختلف نهائياً عن بيئة السجن.وتعامل روث مع نزلاء المركز كان بنفس طريقة السجناء. واضطرارها أيضاً للعمل في مكان قد لا يتناسب مع خبراتها السابقة وتعرضها للضرب المبرح بعد انكشاف هويتها كقاتلة شرطي فهي التي لا يغتفر لها.
إسقاطات على الحياة
يخرج المُدان بعد عقوبته إلى سجن كبير يسمى المجتمع الذي لا يرحم ويُبقى المجرم مجرماً حتى الممات حتى ولو تاب توبة نصوحة. ومع مرور السنوات يبقى الزمن عالقاً في لحظة ارتكاب الجريمة. وعلى الرغم بأن الفيلم أشار بأن روث تم إطلاقها بسبب حسن السلوك في السجن. إلا أن قضائها للحكم لم يحمها من الإنتقام ومن أهل القتيل. كما يوجد نظام لإدانة المجرم، يجب أن يكون هناك نظام يحميه من الانتقام من المقربين فور خروجه من السجن. نظام يوفر له حياة كريمة حتى لا يعود مرة أخرى إلى الجريمة. ولكن من وجهة نظر أخرى يهاب الناس من مرتكبي الجرائم وبمجرد معرفة الجرم، تنكسر الثقة التي قد تساهم في إنشاء علاقة سوية معهم. مازال الحل لهذه القضايا المجتمعية قيد البحث لحلول ترضي جميع الأطراف.
وفي النهاية،أنصحكم بمشاهدة الفيلم وبناء رأيكم الشخصي حول من هو الذي لا يغتفر فكل يرى الأشياء بعدسة مختلفة، أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.
المراجع |
1] موقع IMDb https://www.imdb.com/title/tt11233960/ |
2] موقع Forbes https://www.forbes.com/sites/paultassi/2021/12/18/the-unforgivable-dethroned-in-netflixs-top-10-list-by-a-new-show/?sh=1ebb545da6b2 |
3] موقع World Population Review https://worldpopulationreview.com/country-rankings/murder-rate-by-country |