لدي ابنة عمرها 6 سنوات وأتمنى أن تكون أفضل مني في كل شيء. بل وأشعر بالسعادة عندما يقوم أي أحد بمدح شكلها أمامي أو عندما يقول لي بأنها أجمل مني. أتمنى أن تحقق ما لم أحققه وتنجز ما لم أنجزه وما لم ينجزه أحد قبلاً. كنت أعتقد أن جميع الأمهات يشعرن بهذه الطريقة.
ولكن ما أدهشني أن هنالك الكثير من الأمهات يشعرن بالغيرة من بناتهن. ولكن يبقين تلك المشاعر لأنفسهن خوفاً من أن يطلق الجميع عليهم أحكاماً مسبقة. يمكن للأمهات أن يحببن بناتهن ويردن الأفضل لهن. ومع ذلك يشعرن بالغيرة. فلماذا قد تغار الأم من ابنتها؟
كشفت دراسة أجرتها جامعة تيمبل يونيفيرسيتي بولاية فيلادلفيا الأميركية والتي ضمت أكثر من 100 أم و200 ابنة مراهقة، أن 18% من الأمهات شعرن بالغيرة من بناتهن المراهقات[1]. |
١- عندما تكون الأم نرجسية
النرجسية مرض نفسي يؤثر على الأبناء بطريقة سلبية ومدمرة. حيث تقوم الأم النرجسية بإهانة وانتقاد ابنتها وتخبرها دائماً بطريقة أو بأخرى بأنها ليست على المستوى المطلوب ولا ترتقي لمعاييرها. وتقوم بإشعار ابنتها بالفشل إن لم تقم بعمل ما تطلبه على الفور وتتلاعب بمشاعر ابنتها المضطربة. وتشعر بالاستياء بسرعة وتسارع إلى تذكير ابنتها بالتضحيات التي تقوم بها في حال عدم تنفيذ ما تشاء وترغب. دائماً تجد هذه الأم عيوب في ابنتها وتستمر بالتعليق بشكل سلبي على وزنها وجسمها وطريقة لبسها وتجعل ابنتها تشعر بالقلق والتوتر وبانها غير كافية مما يؤثر على ثقتها بنفسها. الأم النرجسية يجب أن تكون محور الاهتمام[2].
عواقب تربية الأم النرجسية وخيمة وتؤثر على الابنة في جميع مراحل حياتها حتى تصل إلى مرحلة البلوغ وما بعد ذلك. لتصبح الابنة تسعى باستمرار إلى نيل الرضا وغالباً ما ترتبط برجل لا يقدرها وقد تصير هي أم نرجسية.
٢- انقطاع الطمث
في حين تُعد الغيرة الصادرة من الأم النرجسية مدمرة، فإن الحسد من الأم التي تمر بانقطاع الطمث طبيعي إلى حد ما. فبعض الأمهات اللواتي يمررن في أزمة منتصف العمر يشعرن بصعوبة في تقبل أجسادهن الجديدة كما يشعرن بأنهن أقل أنوثة وغير مرغوبات وأقل أهمية بالنسبة للمجتمع الذي يولي إهتمامه للشباب. في الوقت التي تخضع فيه الأم للعديد من التغيرات النفسية والتغيرات الجسدية من زيادة في الوزن أو جفاف في الجلد أو تساقط في الشعر، تشهد ابنتها تزهو وتتفتح. الأمر الذي يشعرها بالتوتر وفقدان الثقة في النفس.
وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ، فإن التغيرات الهرمونية خلال مرحلة انقطاع الطمث قد تجعل المرأة عصبية ومكتئبة. لذلك ، يجب أن تتحلى ابنة الأم الغيورة بعد بالصبر وقد تحتاج إلى اللجوء إلى أصدقاء للحصول على الدعم خلال هذا الوقت العصيب[3]. |
٣- حب تملك الزوج
كل فتاة بأبيها معجبة ومن المعروف بأن البنات يَمِلْن للتعلق بأبيهم بدرجة أكبر. هنا قد تشعر بعض الأمهات بالغيرة من هذه الرابطة الخاصة بين الأب وابنته. فقد يدلل الأب ابنته أكثر من الأم سواءاً بالكلام المعسول أو بالهدايا الكثيرة التي قد تفتقد لها الأم.
٤- الشعور بالحرمان والأسف للأحلام التي لم تتحقق
من الأسباب الشائعة للغيرة هي الفرص الكثيرة التي قد تتاح للابنة والتي لم تكن متوفرة للأم عندما كانت صغيرة. كما قد تشعر بالحسد من ضياع إمكاناتها في تحقيق أحلامها والشعور بأن أوانها قد فات. قد تتمنى لو كانت تمتلك الحرية في ما مضى للسعي وراء أحلامها الضائعة. منها حرية تأجيل الأمومة ،وامتهان وظائف معينة كانت محصورة بالرجال، ممارسة رياضات معينة، والسفر لوحدها. وعلى هذا النحو، تشعر بالحسد من خيارات الابنة والأسف على ضيق خيارات حياتها الخاصة.
وفي النهاية..
بغض النظر عن الأسباب التي تجعل الأم تغار من ابنتها، إلا أن الأم تحمل في قلبها حباً لأبنائها لا ينتهي. ونظرة المجتمع السلبية لهذه المشاعر، تجعل الأم مضطرة لإخفاء هذه المشاعر وعدم التحدث عنها أو الاعتراف بها، مما يحولها إلى طاقة مدمرة لكل من الأم والابنة. علينا كأفراد أن لا نسرع إلى إطلاق الأحكام السريعة على مشاعر معينة بناءاً على تجربتنا الخاصة فقط.
المراجع |
1] موقع العرب https://alarab.co.uk/الإحساس-بالنقص-يدفع-الأمهات-إلى-الغيرة-من-بناتهن |
2] موقع Psychology today https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-intelligent-divorce/201311/the-narcissistic-mother |
3] موقع We Have Kids https://wehavekids.com/family-relationships/Why-Some-Moms-Get-Jealous-of-Their-Daughters |