كلنا نعلم أن الرزق من الله ولو اجتمعت كل الظروف ضدنا وكان عمل ما من نصيبنا، فسوف يكون كذلك. ولكن هذا لا يمنع أن هناك أشياء قد نرتكبها في حياتنا اليومية وتكون سببًا رئيسًا لانقطاع الرزق. إليكم ٦ أشياء إن ارتكبتها، انقطع رزقك.
المحتويات
أولاً: قطع الرحم
هو أمر رباني لا اختياري, فحتى لو كان رحمك من البغيضين ومن المسيئين, فلا شيء يعفيك من وصلهم. وذلك لأن قطع الرحم حرام دينيًا في قوله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }[1] . كما لعنهم الله أيضًا ووصفهم بالفاسدين الخاسرين، استنادًا إلى قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[2]. كما يعجل الله لهم العقوبة في الدنيا قبل الآخرة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»[3].
عدا عن هذا كله، فمن الأكيد أن قطع الرحم يسبب قطع الرزق. وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سره أن يبسط عليه في رزقه، وينسأ في أثره، فليصل رحمه»[4]. كما جاء ربط الرزق بالرحم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سر أن يمد له في عمره ويوسع فليتق الله وليصل رحمه»[5[. لذلك تجنبًا لغضب الله وحرصًا على استمرار الرزق يجب أن يصل الانسان رحمه.
ثانيًا: الحسد وبغض الآخرين
المقارنات بين أرزاق الناس تقلل الهمة والعزم وتثني صاحبها من السعي الحثيث نحو رزقه. والحسد وتمني زوال النعمة لدى الآخرين تولد حقدًا يعمي صاحبها ويجعله في خسارة مستمرة كما يولد شرخ في العلاقات الإنسانية. فبدلاً من التركيز على المشاعر السلبية، وجب على الشخص التركيز على نفسه وتطوير ما ينقصه من أجل أن يصل بمجهوده إلى الرزق الكثير الذي يستحقه بإذن الله.
ثالثًا: عدم أداء الحقوق
حقوق العباد خط أحمر عند الله تعالى ولا تسقط عن البشر حتى باداء فريضة الحج. لذلك ليكون الإنسان حرًا وتكون صفحة أعماله بيضاء، فإن تأدية الحقوق شرط أساسي لذلك. واداء الحقوق يشمل أيضًا إيتاء الزكاة و ورد الأمانات لأهلها وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرزق لقول الله تعالى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى* وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى }[6] . كما يشمل عدم اداء الحقوق الأمور التالية:
- كسب المال الحرام عن طريق الاعمال غير المشروعة وأكل أموال الناس بهتانًا بالغصب والسرقة والنهب والسلب والقمار والزور والرشوة.
- أكل مال اليتيم لقول الله تعالى وفي تحريم أكل أموال اليتامى يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٩]
- أكل الربا من الكبائر ويمحق الرزق ويزيل البركة
رابعًا: عقوق الوالدين
رضا الوالدين ودعائهم لنا سبب أساسي لليسر في حياتنا. وكما ذكر سابقًا إذا كان قطع الرحم من شأنه قطع الرزق، فبالتأكيد إن التقصير في حقوق الوالدين وعقوقهم سبب في تعثر الإنسان في رزقه في الدنيا. فقد حذر النبي الذي يعق والديه بأن له العقوبة العادلة في الدنيا، ومن ذلك ضيق الرزق، وبرهم بالمقابل من أسباب السعة في الرزق.[8]
خامسًا: ارتكاب الذنوب والكبائر وأهمها الزنا
من أكبر أسباب نقص البركة والسعة في الرزق هي الذنوب بشكل عام وما كبر منها بشكل خاص لقوله تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}[9] .فالانسان له الاختيار في ما يجري في حياته. ومن عواقب الذنوب الكبيرة التعثر في الدنيا. وبالأخص الزنا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله»[10] لما له من عواقب وخيمة لفساد المجتمعات وهدم لقيمها.
سادسًا: ترك العبادات وعدم التوكل على الله
يجب على الإنسان أن يجتهد ويبذل الطاقة والوقت لكسب الرزق ومن ذلك أن يختار العمل المناسب له ويدرسه دراسة حريصة لضمان نتائج أفضل. ولكن الاعتماد على المهارات وحدها لا تكفي. حيث أن الرزق يأتي من عند الله وعلى الإنسان أن يتوكل عليه ويواظب على العبادات المفروضة حتى يتحقق له ذلك. حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا»[11]. وعليه فإن الاعتماد على النفس والناس فقط مع غياب التوكل واليقين بقدرة الله سبب في انقطاع الرزق.
المراجع
1] سورة محمد، آية:22-23 |
2] سورة الرعد، آية 25 |
3] رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن رفيع بن الحارث الثقفي أبي بكرة، الصفحة أو الرقم: 4902، صحيح. |
4] سنن أبي داود | كتاب الزكاة باب في صلة الرحم ,حديث رقم: 1693 |
5] مسند أحمد | مسند الخلفاء الراشدين مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه , حديث رقم: 1213 |
6] سورة الليل، آية:5-11 |
7] سورة النساء، آية 10 |
8] عصام عبد ربه (2006)، أسباب الرزق (الطبعة 2)، دمشق:دار اليمان، صفحة 80، جزء 1 |
9] سورة الروم، الآية 41 |
10] رواه أبو يعلى بإسناد جيد, وحسنه الألباني |
11] مسند أحمد | مسند الخلفاء الراشدين مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حديث رقم: 205 |