أطفالنا هم قرة أعيينا وأثمن ما نملك ونفديهم بأعز ما لدينا. ولكن تربية طفل مدلل والتعامل معه من أصعب الأمور التي تواجه الآباء. حيث يحدث صراع داخلي لدى الأهل بتوفير حياة رغيدة ومرفهة لأطفالهم وتنشئتهم على تحمل المسؤولية وتجاوز مصاعب الحياة ومواجهتها بشجاعة في نفس الوقت. فكيف تحددون أن أطفالكم مدللون من البداية لتحقيق توازن، إليكم قواعد أساسية تساعدك على السيطرة على الطفل المدلل.
المحتويات
- أولاً: ضع القواعد والتعليمات ولا تتهاون بها
- ثانيًا: طبق مبدأ العقوبات ولا تعطي تهديدات فارغة
- ثالثًا: افرض احترامك على الطفل
- رابعًا: علمهم تحمل المسؤولية وأعطهم مهام
- خامسًا: لا ترضخ لطلباتهم ونوبات غضبهم
- سادسًا: لا تبالغ في مدحهم والثناء عليهم
- سابعًا: لا تبالغ في حمايتهم
- ثامنًا: أعطهم مكانة ولكن لا تدع قراراتهم الوحيدة التي تهم
- المراجع
أولاً: ضع القواعد والتعليمات ولا تتهاون بها
من الأشياء التي تربك الطفل التهاون في تنفيد القواعد والتعليمات، وفقًا لمزاج الأهل. لذلك بغض النظر عن حالتك النفسية ومزاجك، احرص على أن يقوم الطفل بتطبيق القواعد العامة الموضوعة. كمثال، من الممنوع القفز على الأريكة كل يوم أو مثلاً من غير المقبول اللعب في الطعام وهكذا دواليك.
والجدير بالذكر يجب تعليم الطفل الحدود والضوابط لما يعتبر مقبول أو غير مقبول من تصرفات والوقوف عند كل تصرف خاطئ. كما يجب أن تتحلى بالصبر خلال هذه العملية التعليمية. لأن تعليم الطفل على تطبيق الأوامر مهم جدًا لمرحلة المدرسة أيضًا.
ثانيًا: طبق مبدأ العقوبات ولا تعطي تهديدات فارغة
عندما يزيد تصرف الطفل عن حده لا تتوانى عن تطبيق العقوبة المصاحبة للفعل. قد يفلت الطفل في الكثير من الأحيان خصوصًا في حال الوالدين عاملين لأن الوقت مع الطفل قليل ولا يحب الأهل تعكير الجو في هذه المساحة الصغيرة. ولكن لا تدع التصرفات السيئة دون عقاب. كما يجب أن تتناسب العقوبات مع حجم الفعل.
كما أن التهديدات الفارغة دون تنفيذ لا قيمة لها. وقد تنجح في المرة الأولى والثانية ولكن سيصل الأطفال إلى نقطة لن يأخدوا كلمة الأهل ولن ينقادوا لما هو مطلوب منهم.
ثالثًا: افرض احترامك على الطفل
يجب على الطفل أن يعلم أن الاحترام واجب تجاه الأهل وأن لا يتجاوز الخطوط الحمراء بغض النظر عن مشاعره. نرى أطفال كثيرين يصرخون على أمهاتهم ويتعاملون معهم بأسلوب لا يطاق ويتحدثون بنبرة غير لائقة وبقلة أدب. وللأسف يكون هذا التطاول من جهة الأبناء في الوقت التي تساعد فيها الأم الطفل على أداء واجباته أو ارتداء ملابسه. ومن الأطفال من يرد بكل وقاحة على كل أمر وطلب من الأهل.
حتى في حال شعورهم بالضيق وبوجود أسباب وجيهة ، لا مبرر للأطفال للتحدث بعدم احترام مع الأهل. ومن مسؤولية الأهل أنفسهم تعليم أطفالهم الطريقة الطبيعية للتواصل والتعبير عن مشاعرهم ضمن حدود الأدب وبهدوء. إن السماح لهم بعدم احترامك لا يمثل نموذجًا لكيفية معاملة الأشخاص الآخرين.
رابعًا: علمهم تحمل المسؤولية وأعطهم مهام
يجب أن يتعلم الأطفال تحمل المسؤولية وأن يكونون مسؤولين عن أفعالهم. وتكون المهام الموكلة لهم تناسب فئتهم العمرية. مهام مثل المساعدة في تجهيز المائدة والمساعدة في الترتيب وغيره. يمكن أيضًا أن تعلم الأعمال الصغيرة طفلك المهارات الأساسية التي سيحتاجها لاحقًا في الحياة ، وتعلمه كيفية مساعدة الأشخاص من حوله.
والجدير بالذكر أن انجاز هذه المهام يجب أن لا يرتبط برشاوي ومكافآت مادية. وذلك لأنها حل قصير الأمد ويأتي بنتائج عكسية على المدى البعيد. حيث أن الهدف من هذه المهام تعليم الطفل تحمل المسؤولية والتعاطف مع الآخرين ومساعدتهم وربطها مع مكافآت يجعل الطفل رافضًا للمساعدة المجانية.
خامسًا: لا ترضخ لطلباتهم ونوبات غضبهم
نوبات الغضب التي تنتهي بطفلك ملقى على الأرض مع صراخ هستيري وقطع نفس هو تصرف يتعلمه الطفل ويمكن أن يتركه. لذلك مهما كانت نوبة الغضب محرجة، إياكم والرضوخ لأن الأطفال يختبرون صبركم فكونوا أكبر من هذا الاختبار. حتى يتعلم الطفل أن يحترم الحدود وأن هذه الطرق لن توصله لما يريد.
ولا تجعل وسيلتك لإسعادهم مربوطة بالأشياء المادية وتحقيق ما يريدون على الدوام. يجب عليهم الاستماع إلى وجهة نظرك وفهم المنطق وراء القرارات التي تتعارض مع رغباتهم. الطفل يحتاج إلى والدين أقوياء وثابتين وهنا تكمن سعادتهم في هذا الاستقرار.
سادسًا: لا تبالغ في مدحهم والثناء عليهم
بالنسبة إلى الأهل أولادهم هم الأفضل ويقعون في خطأ المدح المبالغ في غير محله. فلا تمدحوا الطفل دون وجود سبب يتطلب الأمر. يستحق الطفل المديح في حال كانت تصرفاته جيدة وأحسن الأدب. وفي خلاف ذلك سيعتاد الطفل على المديح ويأخذه من المسلمات.
كما أن الثناء الزائد يؤثر على مهارات تطوير النفس لدى الأطفال ويقلل من دافعهم للتصرف بأدب.
سابعًا: لا تبالغ في حمايتهم
أحيانًا نبالغ في حماية أطفالنا، فلا نريد أن نراهم يبكون أو حزينين ونريدهم أن يكونوا سعداء على الدوام. إلا أن إرضاء الطفل على الدوام حتى نحميه من الإحباط والمشاعر السلبية ليس في صالحه. حيث أن هذا الأمر يشكل عائق أمام تعلم الطفل لفهم مشاعره وللتعامل معها.
لا يمكن لطفلك التعلم من هذه التجارب أو تطوير مهارة الحياة القيمة بالمواجهة. بدلاً من ذلك ، ستساهم حمايتك في خلق صعوبة للطفل في التعامل مع التحديات والمشاكل وسيحاول تجنبها بدلاً من مواجهتها.
ثامنًا: أعطهم مكانة ولكن لا تدع قراراتهم الوحيدة التي تهم
من الجميل أن يشارك طفلك رأيه وأن يساهم رأيه في صنع القرارات. ولكن عليه بالنهاية أن يعلم أن القرار الأول والأخير يعود لك كأب أو أم. الأطفال أيضًا لا يضعون في الاعتبار مصلحة الأسرة في الميزان عند اتخاذ القرارات. على سبيل المثال ، إذا كان الأمر متروكًا لهم ، فإن الكثيرين يفضلون تناول الوجبات السريعة والآيس كريم كل يوم ، وهو خيار لن يساعد في صحتهم على الإطلاق.
لذلك دائمًا الاعتدال هو الأنسب في كل المواقف
المراجع
1] How Do You Know if Your Child Is Spoiled?, Karthik Kumar, MBBS, 2021 |
2] 9 Warning Signs of a Spoiled Child, Nina Garcia, 2022 |