كم من مرة عقدت العزم على الشروع في شيء وكان لديك دافع قوي لذلك لكن لم يكلل بعمل وتطبيق فاعل. وكم من مرة أردت تغيير طبع أو الوصول إلى هدف ما معتمدًا على قوة إرادتك ولكن دون جدوى. إليك ٥ خطوات لخلق عادات صغيرة كفيلة بتغيير حياتك وتدوم لفترات طويلة.
المحتويات
لماذا الدافع وقوة الإرادة وحدهما لا يكفيان؟
الدافع قصير الأمد يأتي ويذهب مثل موج البحر. وغالبًا ما يأتيك عندما تكون في قمة نشاطك وتفاؤلك في الحياة ولكن يذوي بسرعة أو يتم استبداله بأمر آخر. أما قوة الإرادة فحالها حال الدافع فهي قصيرة ومعتمدة بشكل أساسي على ضبط النفس. وكما تعلم النفس أمارة بالسوء لذلك يتطلب وصولك إلى هدف ما أو إبطال عادة ما جهاد بينك وبين نفسك يلحقه خسارة في معظم الأحيان. لذلك تأتي العادات الصغيرة التي تنصهر وترتبط إرتباطًا وثيقًا بحياتك اليومية التي توصلك إلى ما تصبو إليه بطريقة سهلة التطبيق.
| أظهر تحليل تم إجراؤه على 92 دراسة أن مستوى الأجور مرتبط بشكل هامشي مع الرضا الوظيفي. الأمر الذي يبين أن الدافع وحده ليس كافيًِا لتحفيز أداء وظيفي أفضل. [2] |
أولاً: ابدأ بشكل صحيح عند خلق العادات الصغيرة
في البداية عليك بتحديد هدف واضح لما تصبو إليه نتيجة خلق العادات. قد يكون صحة أفضل من خلال فقدان الوزن أو تقرب لله من خلال المحافظة على الصلاة أو تطوير مهارة معينة من خلال عادة معينة. ومن ثم حدد العادات التي من شأنها أن توصلك لهذا الهدف. مثلاً في حالة الرغبة في فقدان الوزن لصحة أفضل، فإن عادات بسيطة مثل النوم أبكر بساعة من الموعد المعتاد أو شرب الماء صباحًا وعمل تمارين لمدة ٥ دقائق مع أطفالك ،كفيل بمساعدتك للمضي في تحقيق الهدف المرجو. وكذلك الأمر بالمحافظة على الصلاة فإن محافظتك على الوضوء والاحتفاظ بسجادة الصلاة معك على الدوام يساهم في الحفاظ عليها.
حاول أن تبدأ صغيرًا. فمن أكثر الأسباب شيوعًا التي تدفع الأفراد إلى الاستسلام قبل الوصول إلى خط النهاية،هو القيام بمهام تفوق طاقتهم مما ينتج طاقة سلبية وشعور بثقل. لذلك لا عيب في أن تمنح نفسك بداية مريحة شريطة الالتزام بها. ومن ثم تقوم بزيادتها تدريجيًا على المدى الطويل.
.قبل البدا بأي عادة عليك إدراك أن القوى الداخلية ونفسك ستقف عائقًا يحاول اعتراض طريقك. ويتآمر جسدك ضدك وراء سعيه للراحة على الكنبة ومشاهدة التلفاز بدلاً من عمل شيء مفيد. كما يحتج عقلك المحب للروتين كارهًا أي تغيير. لذلك حدد نقاط ضعفك وقاتلها خلال خلقك للعادات الصغيرة.
ثانيًا: جد محفزات ترتبط بالعادات
هنا يمكن السر في الحفاظ على أي عادة تنوون إبقائها. وذلك بأن تربط العادات بمحفزات ما، كنشاط أو تصرف يجعلك تتوق للشروع في العادة والاستمرار بها. فمثلاً يلجأ البعض إلى تنزيل تطبيقات عد الخطوات أو ألعاب مثل بوكيمون جو على الهاتف لتحفيزهم للمشي ساعات أطول. آخرون يربطون العمل بسماع موسيقى قريبة إلى قلوبهم أو سور قرآنية تهدأ نفوسهم وكوب قهوة للحفاظ على الجلد والانتاج لوقت أكبر. كما يقوم البعض بإنشاء مساحة خاصة من أجل الصلاة بعيدًا عن الضوضاء مما قد يولد محفز للصلاة للحصول على قليل من العزلة اللطيفة. ويمكن أن يكون المحفز عادة سيئة مثل اللجوء إلى النارجيلة خلال العمل، لذلك حاولوا إيجاد محفز صحي لحياة أفضل.
ثالثًا: امنح نفسك مكافآت صغيرة
المكافآت لها أثر مذهل من أجل ديمومية العادات. ولا يجب أن تكون معقدة أو باهضة أو حتى مادية من أجل بقائك متحفزًا. فمن الأفضل أو تكون المكافآت بسيطة وصغيرة ولا تتعارض مع الهدف. قد تكون قيلولة لمدة بسيطة بعد العمل لمدة معينة كفيلة بحثك على الاستمرار. أو الحصول على وقت مستقطع على التلفاز بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية أو الورد القرآني مثلاً. كما يمكن أن تكون المكافآت أنشطة ترفيهية تقوم بها آخر الأسبوع إما فردية أو بصحبة الأصدقاء والعائلة.
رابعًا: راقب تقدمك
راقب تقدمك ومدى التزامك بالعادات التي قررت المضي بها. اشحن عزيمتك، ذكر نفسك بأهدافك وأهمية العادات في تحقيقهم. قياس مدى نجاحك أسبوعيًا يساعدك على التخلص من المعيقات. كما أن تقييمك يمكن أن يغير استراتيجيتك لنظام المكافآت والمحفزات.
خامسًا: انشئ حلقة تكرارية للعادات
يشكل المحفز والعادة و المكافأة حلقة تكرارية يتذكرها الدماغ. وهذا الأمر جوهري حيث يسعى الدماغ إلى تكرار الروتين الذي يترك شعورًا ايجابيًا. والجميل بالأمر أن اختيار المحفر أو الإشارة التي تبدأ فيها عادتك الجديدة منوط تمامًا بك وما تحب. لذلك يسهل المحافظة على الروتين طالما كان اختيارك للمحفز في مكانه. كما أن المكافآت التي تمنحها لنفسك تلعب دورًا هامًا في انشاء الحلقة التكرارية للعادات وبذلك تضمن عادات تدوم للأبد.
العادات الصغيرة مهمة للغاية وكفيلة بتحسين حياتك نحو الأفضل من عدة جوانب. لذلك بدلاً من اليأس والاستسلام للقوى الداخلية التي تحركك، تبنى أو اخلق عادات جديدة من شأنها أن ترتقي بك.
المراجع
| 1] Small Habits Revolution, Damon Zahariades, 2017 https://www.amazon.com/Small-Habits-Revolution-Transforming-Through/dp/1520732368 |
| 2] https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0001879110000722 |
