أينما كنت وبغض النظر عن مجال عملك، فلا شك أنك قابلت هذا الشخص. دائمًا يتردد على لسان المدير عندما يريد أن يضرب مثلاً لأعضاء الفريق في الذكاء الخارق والأدب والأمانة والتفاني في العمل. ليس هذا فقط، فعدا عن كونه شخص معصوم عن الخطأ. يصبح كل ما يفعله أو ما يقوله مهم ويصفق له الجميع كأنه طفل خطى لتوه خطوته الأولى. مقدار التطبيل والتصفيق لهذه الشخصية شئ عجيب وكأن سحر أصاب المدير فلا يرى إلا الحسنات حينما يتعلق الأمر بهذا الشخص. لذلك هو كلب المدير أو المفضل بامتياز فكيف للموظف العاقل أن يتعامل مع كلب المدير دون أن يفقد صوابه.
في بحث مثير للاهتمام من كلية فيشر للأعمال في ولاية أوهايو ، أشار 47٪ من الموظفين الأمريكيين أن مشرفهم كان مفضلًا ، و 21٪ اعترفوا بأن مشرفهم عاملهم بشكل أفضل من نظرائهم في العمل. [1] |
المحتويات
أولاً: لا تنضم لقطيع المصفقين لكلب المدير وركز في عملك
قد تتعرض لضغط شديد بأن تنضم لصف المصفقين وذلك لأن زملائك في العمل يحاولون نيل رضا كلب المدير أو المفضَل أملاً في الوصول إلى رضا المدير نفسه. لكن قاوم هذا الشعور ولا تخسر نفسك وكبريائك من أجل نيل الرضا ففي الغالب كلب المدير يعلم مكانته لدى سيده وينتابه عجرفة يغذيها التصفيق والتزمير. فلا تكن من المنافقين الذين يظهرون ما لا يخفون من أجل التقدم في الوظيفة.
حاول تجاهل عدم العدل في المعاملة والتفضيل الذي يقوم به مديرك في حقك وركز على أداء عملك على أكمل وجه. نعم من المثبطات لرفع الهمة وجود عضو في الفريق يتم دعوته لمؤتمرات وتتم مكافأته وترقيته دون استحقاق. ولكن التركيز على هذه النقطة سوف يرجعك إلى الوراء وسيؤثر سلبًا على مسيرتك المهنية. حاول أن تكون إيجابيًا وجد الطاقة الإيجابية بداخلك حتى تستطيع الاستمرار في مكان العمل.
وفقًا لكارين ديلون، كاتبة HBR Guide to Office Politics فإن “العمل الجاد ، والسلوك الجيد ، وكونك زميلًا جيدًا يؤتي ثماره بمرور الوقت” ، ولكن إذا تم “تجاهلك” على الرغم من “بذل قصارى جهدك” ، فقد يكون الوقت قد حان للبدأ في البحث عن وظيفة وكل ما عليك عمله أن تستمر في المساهمة ، ولا تعطي أي عذر للاعتقاد بأنك لست رائعًا. ولكن إذا لم تتحسن علاقاتك ولم تحصل على مهام أو نمو وظيفي أو فرص لائقة ، فانتقل إلى الأمام”.[2] |
ثانيًا: راقب كلب المدير أو المفضَل وتعلم
من المحبط أن لا تكون محط اهتمام المدير لكن حاول أن تصرف النظر عن هذا الأمر. حاول أن تنظر للأمور بموضوعية وتراقب كلب المدير أو المفضَل بعين محايدة. قد يكون هنالك بعض الأمور التي يقوم بها بطريقة مهنية وقد يكون يستحق ما يناله من مناصب وتصفيق. حاول معرفة سر نجاحة ومعرفة وصفته السحرية التي أثرت على المدير بهذا الشكل.
يمكنك النظر إلى الأمور التالية:
- راقب كيف يتفاعل مع المدير
- كيف يقوم بتقديم المقترحات أو الأفكار
- راقب حركات ولغة الجسد والوجه
- فرق بين انجازاته الحقيقة والمبالغ بها
تقول ديلون: “كلما زادت معرفتك بما يُنظر إليه على أنه ناجح في مؤسستك، كلما كنت أقرب إلى النجاح في وظيفتك. فكر في الطريقة التي يمكنك بها محاكاة سلوكيات المفضَل بالطرق التي تبقيك أصيلاً وصادقًا تجاه نفسك”.[2] |
ثالثًا: حاول التواصل مع مديرك وتجنب المواجهة
حتى عند شعورك بالاستياء من وجود مفضل في الفريق، إياك أن تواجه مديرك بهذا الأمر لأنك ستزيد الأمور سوءًا وستوجه انتقاد صريح لمديرك بأنه غير مهني. وبينما هذا الأمر صحيحًا في هذه الحالة لكن تجنب المواجهة. بدلاً من ذلك، حاول بناء جسور تواصل بينك وبين مديرك. اساله بشكل غير مباشر عن فرصة ما نالها المفضل مثلاً وعن ما يمكنك عمله لنيل نفس الفرصة. الشاهد هنا أن يكون الحوار عنك وحدك ويخلو من المقارنات سواءًا مع المفضل أو أي شخص آخر. عندها سيتفاعل مديرك معك ويبدا بإعطائك ملاحظات على أدائك أو سبل معينة للتحسين من الاداء. أو في لحظات جميلة قد يقوم بمدح انجازات معينة لديك مما قد يعطيك دفعة للأمام. كما سيساعدك الحوار والتواصل الفعال على أن تكتشف الأولويات والحاجات التي تلزم مديرك مما يقربك أكثر للوصول إلى غايتك.
رابعًا: حافظ على ثقتك بنفسك واحصل على تقييم من أشخاص آخرين
من المهم جدًا أن لا تتأثر بما يحدث في مكان العمل من تمييز قد ينسيك إمكانياتك وقدراتك. فإن كنت لا تحصل على ما تحتاجه من مديرك من ملاحظات بناءة هدفها أن تتقدم في مهنتك، جد أشخاص آخرين محايدين يقدمون لك يد المساعدة والنصح. طور علاقتك مع أصحاب السلطة في مكان عملك حتى توسع مدارك وفهمك لما يجري على أرض الواقع. لكن دون استغفال مديرك حيث يجب أن تخبره بأنك تريد الرجوع إلى أشخاص معينين من أجل النصح لخبرتهم الواسعة مثلاً في مجال ما. لكن الجدير بالذكر هنا أن معظم المدراء لا يحبذون هذا الأمر حيث يميلون للشعور بأنه تعدي على صلاحياتهم وتهديد لسلطتهم. في هذه الحالة حاول أن تبني علاقات جيدة وجسور وطيدة مع الجميع في مكان العمل خلقًا للفرص وأملاً بالنهوض.
المراجع
1] Li, M. (2018). Playing Favorites: A Study of Perceived Workplace Favoritism. Ohio State University, Fisher College of Business. https://fisher.osu.edu/blogs/leadreadtoday/blog/playing-favorites-a-stu… |
2] Karen Dillon, HBR Guide to Office Politics, 2014 |