تحاول معظم الشركات الكبرى تحقيق نسب متوازنة من عدد الرجال إلى عدد النساء في مكان العمل. ولم يأت هذا الأمر عبثًا، بل هناك أبحاث ودراسات تعزز وتوصي بهذا الأمر. ولا شك بأن أسوأ مكان للعمل هو مكان تزخر فيه النساء. فالجنس اللطيف في كوكب زمردة ليس بالحقيقة وردي اللون، بل هو مثل البالون الذي يملؤه ألوان عديدة، حينما ينفجر يحدث كارثة كونية. إليكم ٤ أسباب وراء سوء مكان العمل الذي تجتاحه النساء.
وجد تقرير المعهد العالمي لشركة McKinsey & Company إن تضييق الفجوة بين الجنسين يمكن أن يضيف ما بين 12 و 28 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي.[1] |
المحتويات
أولاً: التقلب المستمر
ليس هنالك شيء لا تستطيع المرأة إنجازه طالما كان في حدود قدرتها الجسدية والنفسية وبما بتناسب مع الأعراف والعادات والقيم الدينية. إلا أن الله خلق المرأة بطريقة فسيولوجية تختلف عن الرجل. فهي تمر بتغيرات هرمونية عديدة طوال عمرها. تحيض شهريًا ويرافق هذا الأمر آلام وأعراض نفسية وتغير في المزاج، مما يجعلها متقلبة باستمرار. كذلك الأمر عندما تكون حاملاً فهي تمر بالعديد من التقلبات التي لا يمكن التحكم بها. هناك العديد من المديرات اللواتي يتباهين بقدرتهن على الإنجاز خلال فترة الحمل، إلا أنهم لا يرون أنفسهم وكيف يتعاملون مع الموظفين بمزاجية مزعجة وبتقلب لا مبرر. ولا يرون كمية العصبية وإهدار الوقت المبذول من أجل أمور تحل في غضون ساعات. وذلك لأن الهرمونات تقف كعقبة أمام الحل السريع. فما عليك إلا أن تتخيل كيف يكون مكان العمل عندما تكون النسبة الأكبر، نساء يمرون بهذه التغيرات الشهرية معكرين فيها مزاج باقي فريق العمل وصفو الجو العام.
ثانيًا: العواطف الجياشة والوقت الضائع
النساء عاطفيات بطبعهم ورغم عدم اعتراف العديد من النساء الناجحات بهذا الأمر. إلا أن هناك وقت ضائع سببه العاطفة التي تتملك المرأة فهي لا تستطيع الإنجاز بالطريقة المطلوبة عند وجود شيء يشغل بالها عاطفيًا. الأمر سيان بالنسبة للرجل ولكن المرأة تميل إلى الإحساس بهذا الامر أكثر. في اليوم الذي تمر به الموظفة بيوم شاق ترى إنجازها أقل وإن كانت مديرة تراها تتحدث بالساعات مع زميلتها بما يزعجها ولا ضير في ذلك في حال وجود توازن بين عدد الرجال والنساء في مكان العمل. ولكن عندما يكون مكان العمل زاخر بالنساء تسود العواطف المكان وكذلك الوقت الضائع.
وفق للنتيجة التي توصلت لها شركة Sodexo ، وهي شركة عالمية تقدم خدمات لشركات مثل التدبير المنزلي وخدمات الاستقبال وإدارة المعدات ، والتي استطلعت 52000 من مديريها في جميع أنحاء العالم. عندما تراوحت نسبة المديرين من الذكور والإناث بين 40٪ إلى 60٪ ، فإن احتمال أن يشهد الفريق زيادة في إجمالي الربح بنسبة 23٪ خلال السنوات الثلاث الماضية مقارنة بالفرق التي يسيطر عليها جنس واحد[2]. |
ثالثًا: الغيرة وعدم المراعاة
عدوة المرأة هي المرأة. هذا الأمر صحيح للغاية، مع أنه نظريًا يفترض أن يكون إحساسها أكثر بالمرأة لأنها تشعر بما تمر به من مشاعر وتغيرات. إلا أن الذي يحدث في الواقع معاكس تمامًا لذلك. حيث تقلل المرأة من حجم ما تعاني به امرأة أخرى استنادًا إلى تجربتها الخاصة. متناسية أن طبيعة الأجسام واستجابته للألم مختلفة من شخص إلى آخر. والسبب الرئيسي لذلك، حتى لا تستطيع أن تأخد إجازات مرضية بما يتناسب مع وضعها. علمًا بأن الإجازات المرضية في قانون العمل حق للموظف ولا داعي لإقناع الآخرين بحالته الصحية.
يسود طبع الغيرة مجتمع النساء وهذا أمر موجود في معشر الرجال لكن باختلاف العناصر التي تحدث هذا الشعور. فالرجال ينظرون إلى التفوق العملي والمادة كمعيار. بينما تكون العناصر المحدثة للغيرة متعددة عند النساء. بدءًا من المظهر إلى الأولاد إلى الحالة الاجتماعية إلى الرزق. تقنيًا كل شيء قد يكون مسبب لهذا الشعور. والشعور لا بأس به طالما لم يترجم إلى أعمال بعيدة عن المهنية. ولكن تصبح بيئة العمل عدائية ومليئة بالمشاعر السلبية والشللية التي تعيد جو المراهقة والتنمر المشهود فقط في المدارس الثانوية. وهذا الأمر يقل في الشركات التي يتساوى فيها عدد الرجال والنساء.
في عام 2011 ، قامت كيم إلسيسر ، وهي محاضرة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ، بتحليل ردود أكثر من 60 ألف شخص ووجدت أن النساء – حتى أولئك الذين كانوا مديرين بأنفسهم – كانوا أكثر رغبة في الحصول على مدراء من الذكور أكثر من النساء. وأوضحت المشاركات أن المديرات هن “عاطفيات” أو “لئيمات” أو “مشاكسات”. (فضل الرجال أيضًا المدراء الذكور ، ولكن بهامش أقل من النساء المشاركات).[3] |
رابعًا: تحكيم المشاعر على المنطق
مهما كانت المرأة مهنية وذات خلق إلا أنها تميل إلى تحكيم عاطفتها على المنطق عند تقديم تقارير تقييم الموظفين. حيث يؤدي ميلها إلى موظف معين إلى الظلم وعدم اتباع الحرفية في التقييم. كذلك الأمر بالنسبة إلى المكافآت فهي تميل إلى تقديم الحصة الأكبر من المكافآت لمن تهوى وليس تبعًا للإنجاز. كما أنها متقلبة حيث تميل إلى تحكيم المشاعر على المنطق. ولا ضير من وجود المشاعر في بيئة العمل ولكن بما يتوازن مع العقل وبنسبة لا تتأثر بها العدالة.
لذلك احرصوا عند قبولكم للعمل في شركة، معرفة نسبة الرجال إلى النساء حيث ستلاحظون أن هذا الأمر فيصل في بيئة عمل مريحة.
المراجع
1] Why Gender Equality Matters In Business Success, Christina Carosella, 2020 https://www.forbes.com/sites/forbesnonprofitcouncil/2020/03/27/why-gender-equality-matters-in-business-success/?sh=4dc531b1669c |
2] If your colleagues are mostly men or mostly women, that’s not good, Charisse Jones, 2017 https://www.usatoday.com/story/money/2017/03/10/too-many-men-too-many-women-workplace-could-hurt-profits/98976050/ |
3] Why Do Women Bully Each Other at Work?, Olga Khazan, 2017 https://www.theatlantic.com/magazine/archive/2017/09/the-queen-bee-in-the-corner-office/534213/ |