أكثر ما نتوق له من عبادات في شهر رمضان المبارك هي صلاة التراويح. تجدنا نحرص على ادائها باستمرار. بل ونفضل أن نصليها في المسجد أكثر من التزامنا بالصلوات المفروضة علينا ولكن في الأصل صلاة التراويح لا تصّلَى جماعة في المسجد.
صلاة التراويح وتُعرف أيضاً بصلاة القيام هي صلاة النافلة التي تقام جماعة في ليالي شهر رمضان المبارك على إختلافٍ في عدد ركعاتها، حيث يرى أبو حنيفة و الشافعي و ابن حنبل أنها عشرون ركعة ، و يرى مالك أنها ست و ثلاثون ركعة ، و هناك أقوال أخرى أحصاها ابن حجر. و ” التراويح ” من الراحة ، لأن المصلي يستريح بعد كل أربع ركعات.[2] |
أصل صلاة التراويح
أصلها في جماعة، ثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال «ان الله قد فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه» وكان الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعًا متفرقين يصلى الرجل وحده ويصلى الرجل ومعه جماعة جماعة وقد صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم جماعة مرة بعد مرة وقال: «ان الرجل اذا صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة».
لكن لم يداوم على الجماعة كالصلوات الخمس خشية أن يفرض عليهم فلما توفي جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه فجمع الناس عليها وجعل امامهم أبى بن كعب رضي الله عنه.[1]
فوائد صلاة التراويح الروحانية
- الدين أو التدين هو مكون أساسي من تكوين خلق الانسان وهو حاجة ملحة لإحداث التوازن المطلوب في مكنوناته من أجل استمرار الحياة، فالانسان جسد وعقل وروح ولكلٍ غذاءه. فالجسد يطلب شهوةً الطعام والتناسل، والعقل يحتاج التفكير والروح تطلب الدين، لذلك تساهم التراويح في تلبية هذا الجزء المهم.
- الصلاة سواء الفرض أو السنن أو النافلة ومنها التراويح هي حلقة وصل بين الإنسان وخالقه وبعالم الغيب الذي هو حقيقة واقعة حجبت عنا والذي يتحدد فيه مصير الإنسان في آخرته. كما أن كل مسلم على يقين بالله ورسوله والقرآن يجتهد حتى يكون مصيره مع السعداء وتكون الجنة دارة.
- من رحمات الله أنه جعل للخير مواسم ورمضان خير هذه المواسم التي تقرب العبد للخالق. ففي رمضان وحده فرائض وسنن تتضاعف من خلالها الأجور والحسنات ويتحقق فيه الغفران.
- التراويح عمل من أعمال رمضان الكثيرة و سنه تجبر ما نقص من الفرائض وترفع الدرجات وتزيد الحسنات وتغفر الخطايا والزلات. كما تسمو بالروح إلى خالقها فيشعر الإنسان أنه استند إلى رب رحيم وأمّن مصيره إلى الخير وتخلص من عذاب الذنوب والخطايا. وحتى تشعر بفائدة روحية لابد من الالتزام ببقية فرائض وسنن ونوافل رمضان وأهمها الاهتمام بكتاب الله تعالى والصدقة واعمال البر وصلة الرحم.
ولكن…
من الممارسات والمفاهيم الشاذه الاهتمام بصلاة التراويح اكثر من الفرائض. البعض لا ينتظم في أداء الفرض ويصلي النوافل والبعض يختزل رمضان فقط في التراويح. والحقيقه أن اداء العبادات المفروضة من صلاة وصيام وزكاه أهم وأولى عند الله وأكثر أجرًا.
وفي الختام..
لصلاة التراويح الكثير من الفوائد الروحانية التي تفيد المواظب عليها. ولكنها تبقى سنة ولا يلزم صلاتها فقط في المسجد. فلا تلتزم بها على حساب الفرائض التي سوف تحاسب عليها إن تركتها.
المراجع
1] المفتي العام: أصل جمع الناس على صلاة التراويح كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, جريدة الرياض، 2006 https://www.alriyadh.com/176055 |
2] ما هي صلاة التراويح ، و ما هو حكمها الشرعي ؟، الشيخ صالح الكرباسي https://www.islam4u.com/ar/almojib/ما-هي-صلاة-التراويح-،-و-ما-هو-حكمها-الشرعي-؟ |