كيف تربح زوجة الرجل العربي معاركها ضد حماتها؟

في الكثير من العلاقات الزوجية، يكون الزوجين متفاهمين وعلى توافق تام، ولكن تكون نقطة الخلافات الوحيدة هي الحماة. وهذه الخلافات قد تكون لها أسباب عدة منها: اختلاف الأزمان وصراع الأجيال، أو تعلق الأم الشديد بابنها واحساسها أنه أخذ منها أو عدم توافقها مع شخصية الزوجة وطريقة تفكيرها أو البدء بالمقارنات اللامنطقية. ولكن بغض النظر عن السبب وراء الخلافات مع الرجل بسبب أمه، فالأكيد بأن معركة الزوجة وحماتها دائمًا خاسرة وتضع الرجل في موقف مليء بالتحديات. وفي الغالب، لن تميل الكفة للزوجة. إليكم الأسباب:

أولاً: لا أحد مثل الأم في القيمة والأهمية

عندما ترتبط الفتاة برجل، تكون غير مدركة تمامًا لهذه الحقيقة. فالأم تأتي أولاً، كيف لا وهي التي اعتنت بطفلها حتى صار رجلاً. لذلك لها قدسية وقيمة عالية جدًا لدى الرجل العربي والرجال إجمالاً. وهي نقطة ضعف الرجل فهو يسعى لرضاها حتى في المواقف التي تكون غير محقة بها. إلا أن هذا الأمر يتغير عند الزوجة، عندما ترزق بأطفال لأنها تبدأ بالشعور بقدسية حماتها. فهي تستشعر حجم الحب والرعاية والوقت التي تعطيه الأم لأبنائها من خلال تجربتها الشخصية. لتكتشف أخيرًا أن الأم تستحق بالفعل مكانة خاصة لدى ابنها. هنالك العديد من الفتيات اللواتي يكرهن أن يحب أزواجهم أمهاتهم أو لا يحبذون عندما يقوم بتقديم الهدايا لها بمناسبة أو بدون أو حتى عندما يقوم بتقديم حاجات أساسية لأهله. وبدلاً من الخوض في معارك خاسرة بشأن هذه الأمور، الأولى عليها تغيير طريقة نظرتها وتفكيرها.

طبعًا ينبغي على الرجل أن يكون عاقلاً في عدم إدخال أمه في تفاصيل وشؤون بيته وأن يتصرف بذكاء مع زوجته وأمه. فمعظم الخلافات التي سببها المقارنات مع أمه، تكون سبب عدم إدارته بحكمة للأمور. فليست زوجته دائمًا مخطئة ولكن تبقى الأم خط أحمر. ولعيش لطيف يجب على الزوجة أن تقدرها وتعين زوجها على إرضائها. وبالمقابل سيقوم هو بعمل الشيء نفسه مع أهلها في الحالات الطبيعية.

في بعض الحالات ، ترغب الأمهات في التخلي عن الدور الذي لعبوه في حياة ابنهم قبل أن تظهر الزوجة في الصورة. ومع ذلك ، قد يحتفظون ببعض الوقت ليروا أن الزوجة تستحق العناء. لا توجد أم تريد أن تترك ابنها في يد امرأة لن تهتم به كما فعلت.[1]

ثالثًا: الأم ودعواتها مسبب أساسي للرزق

هي قناعة مغروسة لدى الرجل العربي أن سبب الرزق ليس ذكاؤه الخارق حتى لو كان من أنجح رجال الأعمال، وإنما رضا الوالدين وبالأخص دعوات الأم. وبما أن عمل الرجل هو ما يستند إليه وما يهمه لتحقيق القوامة ولتحقيق ذاته. يكون حريصًا على رضاها حتى ينال السعادة في الدنيا والآخرة. وهذا الأمر صحيح حيث أشارات آيات كثيرة في القرآن على أهمية رضا الوالدين. لذلك يأتي رضا الأم دائمًا في المقدمة.

ولكن بالطبع تفقد الزوجة صبرها حينما تكون فقط هي الوحيدة في العلاقة التي تعين على رضا الوالدين. فعلى الرجل أيضًا أن يعينها على رضا والديها وبذلك تتحقق المعادلة المثالية لجلب الرزق ودفع الشدائد.

ثالثًا: اعتقاد الرجل أن الأفضلية للأم على الزوجة في الإسلام

هنالك جهل في الحقوق والواجبات ،فيصبح الرجل العربي حائرًا ما بين بر الأم وحق الزوجة. كما يعتقد أن الأفضلية دائمًا للأم وعليه، يجب أن ينصرها في الخلافات أو الصراعات مهما كانت المشكلة، مضيفًا الكاز على الناس ومسببًا بذلك تصعيد أكبر.

فمثلاً:  للزوج أن يذهب مع أمه و أخواته في نزهة أو غير ذلك ، وله أن يأخذ أطفاله إن أحبوا ، لكن ليس له أن يلزم زوجته بهذه النزهة في كل مرة ، كما أننا نقول إن من بر الزوجة بزوجها أن تعينه على بر أمه وأن تذهب معه في مثل هذه النزهات ما استطاعت، لكنها ليست ملزمة بذلك في كل حين ، ونذكر الزوج أن البر الواجب عليه تجاه أمه هو واجب عليه لا على زوجته إلا بما تحب و تستطيع.[2]

كما أن الرجل لا يلجأ إلى الشرع إلا عندما يحلو له ذلك في العديد من الأحيان، متناسيًا أنه ليس في الشرع ما يدل على إلزام الزوجة أن تساعد حماتها ، إلا في حدود المعروف ، وقدر الطاقة وذلك إحساناً لعشرة زوجها ، وبرّاً بما يجب عليه بره.[3]

في المحصلة النهائية، بدلاً من السعي إلى المقارنات والتخيير بين الأم والزوجة، فالإحسان وتصفية النوايا هو شيء أساسي من أجل حياة خالية من المشاكل والصراعات ملؤها المحبة والسلام.

المراجع

1] Wife or mother: who should come first in a man’s life?, Job Githuri, 2020

2] بر الأم و حق الزوجة، فقه الأسرة والعلاقات الاجتماعية، 2019

3] هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟ وبماذا ننصح الزوجين في هذا , 2008