لماذا لا نقول نعم للمثلية في أفلام الأطفال؟

المثلية في أفلام الأطفال

ضجت وسائل التواصل الاعلامي والعالم أجمع بفيلم الأطفال الذي أنتجته شركة ديزني, ويعود ذلك لإدخال مشاهد مثلية حينما يقَبل بطل الفيلم شخصية من نفس الجنس. مما سبب زوبعة وقلق وموجة غضب واحتجاج لما قد تؤول إليه أفلام الكرتون في المستقبل القريب.

أضف إلى ذلك، في بحثى لإيجاد مصادر باللغة الإنجليزية ضد إلمام الأطفال بالمثلية، لم أجد ما يعارض الأمر, بل على العكس تشجيع لمفاتحة الأطفال بالموضوع منذ الصغر. فلماذا لا نتقبل موضوع المثلية على أنه حرية شخصية؟ ونسمح لهذه الأفكار بالدخول على العائلة العربية والمسلمة أو غير المسلمة التقليدية.

وفقًا لحملة حقوق الإنسان ، “يقول 4 من كل 10 يافعين من مجتمع المثليين (42٪) أن المجتمع الذي يعيشون فيه لا يقبل حقيقتهم”. وهذا يدل أن الموضوع ما زال غير متقبل حتى في المجتمعات الغربية[1].
تم حظر عرض فيلم Toy Story ، الذي أثار الجدل في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة ، بسبب تصويره لزواج وقبلة مثلية ، وتحديدًا في 13 دولة حتى الآن.[4]

أولاً: حماية البرائة والطفولة من المثلية واجب على الأهل

نلاحظ أن معظم الانتاجات الجديدة تحاول حشر مشهد أو لقطة أو تلميح للمثلية في الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات وبرامج ،وفي الغالب لا يكون لإدخال تلك اللقطات أهمية. ولكن حتى يتمكن المشاهد على مر الأفلام أن لا يستهجن الأمر ويصبح لديه تقبل. وذلك حتى يتسنى لهم في نهاية المطاف وعلى المدى القصير إنتاج أعمال أبطالها مثليون، وهذا على مستوى البالغين.

ولكن من الجرأة والوقاحة إقحام الأطفال في أمور لا تتناسب مع براءة طفولتهم بحجة زرع المحبة وتقبل الآخر. دع الطفل يربى على الفطرة السليمة بدون تأثير قد يحرفه عن مساره الصحيح. نعم إن المسار الصحيح هو إنشاء أسرة بين أب وأم وخلق حضن سوي لتنشئة سوية. وإن وجد هذا السلوك في كائنات أو حيوانات معينة ،لا يعني أن هذا الشي طبيعي. حماية الأطفال واجب في ظل ما نشهده من انحدار لمنظومة القيم في محيطنا.

في دراسة اعترف 84% من المثليين الذكور بأن آباءهم كانوا غير مكترثين وغير مبالين بهم في صغرهم مقابل 10% فقط للغيريين (أي الذين يمارسون الجنس مع الجنس المغاير).[2]
مثلي
أم وأب يلعبان مع طفلهم

ثانيًا: ترويج المثلية في عصرنا الحالي

هنالك ترويج وتسويق لموضوع المثلية بطريقة غير معقولة على منصات الأفلام مثل نيتفليكس وغيرها بما لا يتناسب مع قيمنا وطبيعتنا البشرية. وأصبح هذا الأمر خطر حقيقي حتى على الأشخاص الطبيعين الذي يميلون للجنس الآخر. ففي فترة البلوغ مثلاً، يكون المراهق أو المراهقة في حالة من الضياع ومحاولة إيجاد الذات. كما ترافق هذه الفترة تغييرات هرمونية تثير الشهوات الجنسية.

بما ما معناه، بعيدًا عن المثلية، تكون مشاعر المراهقين متخبطة. مما يجعلهم مستهدفين من قبل العديد من الحملات الترويجية التي من شأنها تدمير مستقبلهم، فهم معرضين لحملات المخدرات والدخان والكحول وغيرها الكثير.

والآن أصبحوا معرضين لترويج مدفوع من شأنه أن يجعلهم يصدقون أو يعتقدون أنهم يحبون نفس الجنس لمجرد فهمه لما يمرون به. أصبحت الحملات الترويجية بالجملة تعبر عن مدى طبيعية الأمر وتضع الرافضين له تحت خانة المتخلفين والمتعصبين والمختلين عقليًا. كما تنادي بضرورة تقبل واحترام التوجهات الجنسية للآخرين. هناك من يعمل ليل نهار لغسل أدمغة الأطفال وصولاً للمراهقين لخدمة هذه الغاية ونشر المثلية الجنسية.

تزامنًا مع احتفالات المثليين بميلان في إيطاليا، أطلقت منصة نيتفليكس حملة تحت عنوان “قوس قزح هو الأسود الجديد” أي أنه التوجه الجديد والرائج محددة بذلك هويتها كمنصة وأهدافها.[3]
مثلي
حملة نيتفليكس في ميلان

ثالثًا: رغبة الأفراد للهرب والتوطين في الدول المتقدمة

من المؤسف أن المثليين يتعرضون لتهديدات بالقتل. فحتى لو كنتم من المناهضين، فليس هنالك أي سبب يبرر القتل وإزهاق روح أخرى. فالروح يملكها بارئها وهو بيده وحده مصير هذا الشخص. إلا أن وجود مثل هذه التهديدات جعلت من أولويات التوطين النظر إلى هذه الفئة ووضعها على رأس أولوياتها. فأصبح من السهل أن يتوطن الفرد عند انتمائه لهذه الفئة. ورغم الصعاب التي يواجهها هؤلاء الأفراد في المجتمعات العربية. إلا أنهم يلاقوا ترحيبًا بمجتمعات أخرى ترافقها امتيازات لم تكن لتحقق لولا هذا التوجه.

كل هذه الأمور جعلت من المثلية الجنسية أمر مرغوب به لدى بعض الأفراد . ولا شك بأن احترام الأشخاص أمر أساسي. ولكن تقبل حقيقتهم بما يتعارض مع القيم والأخلاق والدين، سعيًا للتصفيق وأملاً في الاندماج في العالم الجديد، هو بيع للمبادئ والقيم.

قام عالم الوراثة الأميركي والمؤيد للمثلية الجنسية دين هامر بإجراء بحث يزعم فيه الربط بين علم الجينات والمثلية الجنسية، وتلقت الصحف الأميركية الخبر بسرعة تحت عنوان صريح “باحث يكتشف جين الشذوذ الجنسي”، ورغم جاذبية هذا العنوان ودلالته الصريحة بالنسبة للقارئ العادي فإن دين هامر نفسه نفى هذا الأمر، وصرح قائلا بعد انتشار الخبر “لم نكتشف الجين المسؤول عن التوجه الجنسي، بل نعتقد أنه ليس موجودا أصلا”، فهامر نفسه -وهو المنافح بشدة عن “جينية” الشذوذ الجنسي- يعتقد أن أي محاولة لإثبات وجود جين واحد يحكم المثلية الجنسية هي محاولة عبثية.[2]

المراجع

1] Love and acceptance start at an early age, Emy Rodriguez Flores, 2020
2] تهاوي أكذوبة التبرير العلمي للشذوذ الجنسي, إسماعيل عرفة، 2017
3] “RAINBOW IS THE NEW BLACK”: NETFLIX’S QUEER MARKETING MOMENT
JOSEPH HARRISON / UNIVERSITY OF WARWICK
, Joseph Harrison ,2020
4] Lightyear filmmakers were expecting bans in countries with ‘backward beliefs’ says producer, Tim Gallagher, 2022