٤ أسباب مدمرة لإفشاء أسرار البيوت منها الخيانة الزوجية!

غالبًا ما نسمع عن العواقب الجسيمة لإفشاء أسرار البيوت حتى لأقرب الناس إليك. وعلى الرغم من الضغوطات التي نمر بها مع الشريك على مر العلاقة الزوجية وحاجتنا إلى اللجوء إلى الآخرين طالبين النصح. إلا إن هذا الأمر قد يعود بعواقب مدمرة لا تحمد عقباها وقد تصل إلى خراب البيت والخيانة الزوجية..إليكم بعض الأسباب المدمرة لإفشاء أسرار البيت.

أولاً: شياطين الأنفس تركب البشر من وقت إلى آخر

قد تأتينا لحظات نشعر أن علاقتنا الزوجية على وشك الانهيار ونشعر بالعجز التام تجاه ما نواجهه من مشاكل، ونضطر إلى اللجوء إلى الأصدقاء وحتى الإخوة والأخوات طلبًا للنصيحة. ولا ضير في إخبار البعض بأنك تمر بوقت عصيب مع الشريك. ولكن تجنب الحديث عن المشاكل والضغوطات وتفاصيل حياتك اليومية السعيدة منها والحزينة لأقرب الناس إليك. وذلك لأن البشر يبقون بشرًا في نهاية المطاف وكما نعلم لديهم النفس الأمارة بالسوء.

ففي بعض الأحيان، قد يشعلون نار المشكلة بدلاً من إطفائها بقصد أو دون قصد لشعورهم ربما بنقص ما في علاقتهم مع أزواجهم. كما تتذبذب المشاكل بين الزوجين فتارة تراهم سعداء وتارة تعساء. ومشاركة تفاصيل المشاكل والأحداث غير السارة تعلق لدى البشر حتى بعد الصلح.

لعلاقة زوجية صحية ، يجب احترام الإحساس بالخصوصية العاطفية والجسدية اللازمة لك ولشريكك. خلاف ذلك ، سوف ينتهي بك الأمر إلى الحد من العلاقة الحميمة مع الشريك ، وليس تعزيزها.[2]

ثانيًا: أسرار البيوت وخاصة العلاقة الحميمية من المحرم مشاركتها مع أي كان

تبقى المجتمعات العربية والمسلمة من المجتمعات المنغلقة جنسيًا وينقصها مصادر الثقافة والوعي في هذا الموضوع. فليلجأ الشباب والشابات لمصادر غير سليمة للحصول على المعلومات. وعند الزواج تكون هناك رهبة لكلا الزوجين من العلاقة الحميمية وذلك لأن هذا الباب لا يتم التحدث به قبلاً. ونظرًا لأن العديد من الأزواج يواجهون مشاكل جمة في هذا الأمر، يلجؤون إلى طلب النصيحة، والبعض يقوم بسرد ما يحدث في غرفة النوم بالتفصيل الممل وهو حرام ولا يجوز في الشرع. حيث يبدأ المستمع بالتخيل وهذا التخيل قد يوقع العديد بالنقطة التالية وهي الخيانات الزوجية.

جاء النهي عن نشر أسرار الجماع بين الزوجين فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) رواه مسلم (1437)[1]

ثالثًا: أسرار البيوت طريق معبد يسهل الخيانة

لا تكونو أغبياء وتشاركوا الآخرين ما يحبه ويكرهه شريككم. قمة الجهل هو أن تشارك ما يحب شريكك مع أحد آخر فيصبح يعرف معلومات أكثر من اللازم. وتبدا المقارنات لدى المستمع بما تتمتع به مع شريكك بما يحصل عليه في علاقته الزوجية من هدايا ودلال وحب وامتيازات. علمًا بأن البشر لا يشاركون في الغالب لحظاتهم التعيسة ويشاركون اللحظات المرحة لذلك البيوت أسرار، ولكن ينسى البشر هذا الأمر. فلا تكونوا بلهاء فإذا ما تحدث أحد عن مشاكله الزوجية لا تبدؤوا بسرد محاسن شريكم، لأنه قد يحلو في عين ذلك الشخص.

وكثيرًا ما نسمع عن الخيانات الزوجية المنتشرة بين الأصدقاء وخصوصًا عند وجود اختلاط زائد مع أزواج آخرين. فلا تترددوا في رسم الحدود ولا تلتزموا الصمت إذا وقع أي موقف أزعجكم حتى لو كان بسيطًا.

رابعًا: اختلاف المنظور ووجهات النظر

دعونا نتفق على أن النصيحة حتى تكون منطقية وذات معنى وصلة، يجب أن تكون مبنية على فهم كامل للموقف والظرف. وحتى تأتيك نصيحة سواءً من قريب أو من صديق على أمر ما أو مشكلة زوجية ما, يجب أن تكون بناءًا على معلومات وتفاصيل. ومشاركة تفاصيل مشكلة ما لا يصب دائمًا في مصلحة العلاقة الزوجية حيث أن ظروف الأشخاص تختلف.

فإن كان لديك مشكلة في جانب ما وامورك المالية والصحية سليمة وطلبت نصيحة شخص في مشكلتك ولديه نقص في الصحة والمال، فلن يستشعر مشكلتك وسيشعر بأنها ليست ذو أهمية. كما ستفتح أبواب على تفاصيل حياتك وقد تساهم النصيحة في خرب العلاقة لا إصلاحها.

لذلك إن كنت بحاجة لنصيحة عليك انتقاء الشخص المناسب لمشاركته همك ومن الأجدر أن تديروا حياتكم بعقولكم وبرعاية الله وحفظه. فلن يفيدكم نصائح طرف ثالث ينظر إلى الأمور بمنظوره الخاص الذي لن يكون بوضوح وبدرجة منظاركم.

يمكن أن يكون معالج الزواج حليفًا لزواجك. بدلاً من الانحياز إلى جانب ، يساعدونك أنت وشريكك على اكتساب منظور وتطوير مهارات الاتصال اللازمة لتغيير الأنماط التي أبقتك عالقًا. بمساعدتهم ، يمكنك أنت وشريكك تحديد الأنماط غير الصحية وتغييرها وإعادة اكتشاف الحب الذي شعرت به ذات مرة تجاه بعضكما البعض.[3]

في النهاية، الله يعطي ويأخذ على مدار العمر، فلا أحد يعلم ما سوف يأتي في المستقبل وما مضى من أحداث في ماضيكم. وتأكدوا أن البيت يبقى دافئًا باغلاق شبابيكه وأبوابه مع إبقاء فتحات صغيرة للتهوية، فأسرار بيوتكم ملك لكم احتضنوها ولا تفلتوها لأن ضعاف النفوس كثر. عسى الله أن يعمر بيوتكم بالسعادة وراحة البال وبالرضا النقي البعيد عن المقارنات.

المراجع

1] حكم افشاء الأزواج للأسرار الزوجية ، وضابط ذلك, 2015

2] Secrets in Marriage and the Need for Privacy, Catrin Finkenauer and Hana hazam, 2020

3] 8 Warning Signs of a Troubled Marriage,  Sheri stritof , 2020